أعادت تقديم الأغنية فحدثت الصدمة

برديس تشوه «يا واد يا تقيل» بكليب مبتذل

برديس

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من مرور العديد من السنوات على تقديم الراحلة سندريلا الشاشة، سعاد حسني أغنية «يا واد يا تقيل»، إلا أنها لا تزال في مكانة خاصة في قلوب معجبيها، فحين تستمع إليها، لا يتبادر في ذهنك سوى فيلم «خلي بالك من زوزو»، وشقاوة السندريلا مع فتى الشاشة آنذاك حسين فهمي، والحركات العفوية التي أضفت على كلمات وألحان الأغنية أجواءً مميزة، ليتفاجأ الجمهور براقصة تدعى «برديس»، تعيد تقديم هذه الأغنية، بشكل أقل ما يوصف به أنه مبتذل ومليء بالإسفاف. الغريب أن الأغنية التي قدمت بطريقة الفيديو كليب، وضع على التتر الخاص بها اسم صلاح جاهين مؤلفاً للأغنية، وكمال الطويل ملحناً لها، وعلى الشاشة تظهر «برديس» وهي تروج لنفسها بالرقص، وذلك على الرغم من كونها لم تحصل على تصريح بإعادة تقديم الأغنية مرة أخرى.

دفاع برديس

برديس بررت تقديمها للعمل، بأنها تحب سعاد حسني، وتعد بالنسبة لها مثلها الأعلى، مشيرة إلى أنها قدمتها بطريقة أكثر احتراماً من السندريلا، التي كانت ترتدي على، حد قولها، بدلة رقص وملابس أكثر إثارة، مؤكدة أنها حصلت على موافقة من جمعية المؤلفين والملحنين قبل البدء بتصوير الكليب.

من ناحية أخرى، اعتبرت برديس نفسها فنانة استعراضية، وليست مطربة، وأن ملابسها في الكليب تشبه إلى حد كبير الأزياء التي كانت ترتديها شريهان في الفوازير، والهجوم الذي أثير حولها لم يزعجها، لأن اختلاف الآراء أمر وارد. تقول برديس: قدمت الأغنية بطريقة تحمل الكثير من الدلع، وقريباً سوف أطرق باب التمثيل، وتضيف: الشخص الذي لم يعجبه الكليب، يمكنه إطفاء التلفزيون وعدم مشاهدته، وترك العمل للجمهور الذي أحبه، فأنا لست نادمة على تقديم العمل، ولا أجد فيه أي شيء مبتذل.

كليب مبتذل

تساءلت السيدة جانجاه، شقيقة الراحلة سعاد حسني، عن دور الرقابة في المهزلة التي حدثت، والتي أدت إلى ظهور كليب مبتذل، يعيد تقديم أغنية «يا واد يا تقيل» بطريقة مشوهة، مشيرة إلى أنه ليس من حق أي أحد إعادة تقديم أغانٍ قديمة لنجوم كبار، دون موافقة عائلاتهم، خاصة أنها قامت بتغيير اللحن وإعادة التوزيع.

من ناحية أخرى، قام الملحن زياد الطويل، ابن الموسيقار كمال الطويل، برفع دعوى قضائية ضدها، ومنع عرض الكليب من على الفضائيات، منوهاً بأنه يسعى إلى رفعه مع على الإنترنت، قائلاً: تواصلت مع جمعية المؤلفين والملحنين، الذين أكدوا أن برديس لم تحصل على تصريح لتقديم الأغنية، كما ادعت، فما قامت به ليس فناً، وإنما إسفاف على جميع المستويات، فحينما قدمت الفنانة نانسي عجرم «يا واد يا تقيل»، لم نطلب منها تصريحاً، لأنها قدمتها بطريقة راقية وأضافت للأغنية، أما برديس، فلا يوجد كلام يعبر عن الجريمة التي ارتكبتها في حق هذا العمل الخالد.

انحطاط فني

أكد الشاعر بهاء جاهين، ابن الكاتب الكبير صلاح جاهين، أن ما قدمته برديس، ما هو إلا انحطاط فني، حيث إنها قامت دون شعور بأي مسؤولية، بتشويه عمل فني يعد ثورة في عالم الأغنية السينمائية. مشيراً إلى أنه لن يسمح لأحد بتدمير هذا الفن بطريقة مبتذلة، مثلما فعلت هذه الراقصة. بدوره، اعتبر الناقد طارق الشناوي، أن ما قدمته برديس «عملاً مسفاً»، وقال إن تقديم سعاد حسني للأغنية كان فناً، منتقداً أداء الراقصة.

الفيلم.. الصدمة

فيلم «خلي بالك من زوزو»، حقق نجاحاً غير مسبوق في السينما المصرية، وتحول إلى ظاهرة، وكان لصلاح جاهين الفضل في ذلك. كان «زوزو» لقاء غير منطقي بين جاهين وبين حسن الإمام، المخرج الذي اعتبره نقاد وسينمائيو ثورة يوليو، أحد رموز الرجعية والفن الهابط المدمر. ولم يصدق هؤلاء أن مؤلف «أهلاً بالمعارك» و«أحلف بسماها وبترابها»، يمكن أن يكتب كلمات مثل «يا واد يا تقيل»، وبعد مضي السنين، كتب الناقد كمال رمزي في مقال له عن سعاد حسني: «الحق أننا ظلمنا هذا الفيلم كثيراً، وبعد مرور أكثر من عقد ونصف العقد على إنتاجه، تبدو لنا قيمته الإيجابية أكثر وضوحاً».

Email