استقطبت خلال السنوات الأخيرة تصوير أفلام أميركية وهندية

الإمارات تفرض نفسها على خريطة السينما العالمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن تشاهد فيلم «مهمة مستحيلة: برتوكول الشبح» حتى يلوح بالذاكرة مشهد توم كروز وهو معلق على برج خليفة بدبي، في حين فضل أبطال فيلم «حرب النجوم 7» الإطلالة على جمهورهم من أبوظبي التي تحتضن أبراج الاتحاد، والتي تحولت إلى مسرح لأحداث «فاست أند فيوريوس 7»، ليظل مشهد إحدى سياراته وهي تطير بينها خالداً في ذاكرة عشاق السينما الذين يحطون يومياً في مواقع عدة بالإمارات استخدمت في تصوير أفلام عالمية، ما يشير إلى أن الإمارات بما تمتلكه من مقومات استطاعت فرض نفسها على الخريطة السينمائية العالمية، لتفتح بذلك عين شركات الإنتاج على الدولة التي تعد ثالث سوق عالمية للسينما، لتستفيد من إمكانياتها، وتعدد مواقعها وتنوعها الثقافي والحضاري، وبنيتها التحتية المتطورة في أفلامها.

دلالة

اختيار هيوليوود وبوليوود لدبي وأبوظبي مسرحاً لأحداث أفلامها، فيه دلالة على قدرتهما على استقطاب نجوم العالم الذين لعبوا بطولة أفلام «هابي نيو يير» و«بورن ليجاسي» و«ويلكم باك» و«بانغ بانغ» و«نجنا من الشر»، وليس انتهاءً بفيلم «هيرا فيري 3» الذي صور أخيراً بعض مشاهده في حديقة زعبيل بدبي، لتشير إحصائيات «توفور 54» إلى استضافة أبوظبي تصوير 4 أفلام أميركية وهندية خلال 2014، بينما تكشف إحصائيات لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي استقبالها 7658 طلب تصوير خلال 2014، ما يشير إلى تنامي حركة الإنتاج السينمائي بالدولة.

مركز عالمي

«هدفنا في لجنة دبي للإنتاج التليفزيوني والسينمائي أن تصبح دبي مركزاً عالمياً لإنتاج وتصوير الأفلام، وقد اقتربنا من تحقيق هذا الهدف عبر مجموعة الأفلام التي استقطبتها الإمارة خلال الفترة الماضية»، بهذا التعبير وصف جمال الشريف، رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، المكانة التي وصلت إليها دبي على الخريطة السينمائية العالمية، وقال: «امتلاك دبي مقومات تصوير الأفلام، مثل البنية التحتية وشبكات الاتصال والمواصلات والمرافق الترفيهية المتطورة، جعلها قبلة لشركات الإنتاج، فضلاً عن قدرتها على تذليل العقبات التي قد تواجه شركات الإنتاج خلال أعمال التصوير، لما تمتاز به من سرعة في إصدار الموافقات وإنجاز المعاملات والتأشيرات الخاصة بطواقم التصوير التي تتولاها لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي»، مشيراً إلى أن صناع الأفلام يمكنهم الاستفادة من التنوع الثقافي والحضاري الذي تمتلكه دبي، ووجود مدينة دبي للاستديوهات وتقنية «ستار غيت» التي قال إنها «منحت دبي ثقلاً، وفتح أمامها آفاقاً جديدة بهذا المجال».

جاذبية

وأضاف: «نسعى حالياً لبناء مستقبل دبي في صناعة السينما باستغلال إمكانياتها، فذلك سيوفر فرص عمل كثيرة، ويساعد على تدريب المواهب المحلية، وتأهيلها لتكون قادرة على رفد الصناعة بما تحتاج إليه».

وأوضح أن دبي استضافت خلال العام الماضي تصوير 16 فيلماً روائياً، وأن لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي أصدرت نحو 7658 طلب تصوير، مؤكداً أن ذلك يدلل على جاذبية دبي بالنسبة إلى شركات الإنتاج. وأشار الشريف إلى استضافة دبي أخيراً الفيلم الهندي «هيرا فيري 3»، وقال: «تركيز دبي على جذب الأفلام لا يقتصر على هوليوود، وإنما يمتد ليشمل منطقة الشرق الأوسط والهند التي تمتلك أضخم إنتاج سينمائي بالمنطقة، وساعد موقع دبي الجغرافي على استقطاب أفلام هندية مهمة، أبرزها «هابي نيو يير» و«ويلكم باك» و«هيرا فيري 3»».

استقطاب

الأمر ذاته انسحب على أبوظبي التي أطلت أخيراً عبر فيلم «فاست أند فيوريورس 7» الذي تعدت إيراداته المليار دولار على شباك التذاكر، وتستعد حالياً لاستقبال عرض فيلم «حرب النجوم 7» الذي سيعرض في ديسمبر المقبل، وقدمت له توفور 54 مجموعة خدمات وتسهيلات إنتاجية خلال تصويره في أبوظبي التي باتت واحدة من أهم الوجهات المميزة لصناعة السينما والتلفزيون في المنطقة والعالم، وفقاً لحديث نورة الكعبي، الرئيسة التنفيذية لـ«توفور 54»، مع «البيان»، قائلة: «إن التنوع البيئي والثقافي والحضاري الذي تتمتع به أبوظبي، أدى دوراً في استقطاب صناع الأفلام من هوليوود وبوليوود والمنطقة العربية»، مشيرةً إلى مجموعة الخدمات التي تقدمها «توفور 54» للمنتجين، بقولها: «نوفر مجموعة من أفضل الخدمات التقنية عالية المستوى لمرحلتي الإنتاج وما بعد الإنتاج.

إضافة إلى التسهيلات اللوجستية»، ذاكرة برنامج الحوافز الذي تقدمه لجنة أبوظبي للأفلام، وقالت: «يعتبر برنامج الحوافز الذي تقدمه لجنة أبوظبي للأفلام، من النقاط الجاذبة للمنتجين لتصوير أعمالهم بالعاصمة، ويضمن البرنامج استرداداً مادياً بنسبة 30% من قيمة الأعمال المنتجة في أبوظبي، وتعود فوائد هذا البرنامج بالنفع على مختلف القطاعات الاقتصادية والسياحية بالعاصمة».

مسلسلات عالمية

الشركات المنتجة للدراما التلفزيونية العربية والعالمية وجدت غايتها في دبي وأبوظبي، ومن أبرز هذه الأعمال كان مسلسل «الجريء والوحش» و«توب جير» وغيرهما، في حين بدت دبي وجهة مفضلة للأفلام الصينية التي اتخذت منها مسرحاً لأحداث فيلم «سويتش» الذي قدم صورة جميلة عنها.

Email