معرض »انحسار الطبيعة أمام الكونكريت« يتواصل في مجمع السركال

حرب يجمع الصورة والكولاج والرسم الهندسي

غزو الكونكريت حازم حرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكمن خصوصية المعرض البانورامي «انحسار الطبيعة أمام الكونكريت» في غاليري متحف صلصالي الخاص بمجمع السركال في منطقة القوز، في جمع أعمال الفنان الفلسطيني حازم حرب المقيم بين روما ودبي بين ثلاثة محاور استلهمها من مدن وأحياء وسكان فلسطين قبل الاحتلال عام 1948، أما محاوره فتتناول غزو الكونكريت للطبيعة، وتداعيات الذاكرة والأمكنة قبل تلاشيها، ومفهوم التواصل الاجتماعي الحديث «تاغ» أي علامة رابط الصورة من قبل المتابعين.

وجمع حرب في معالجته الفنية للمحاور الثلاث في معرضه الذي يستمر حتى أول يونيو المقبل، نتاج دراسته وبحوثه لبضع سنوات لتسهم القيمة لارا الخالدي في بلورة رؤيته الفنية، وليستثمر خبرته الفنية في الفن المفاهيمي بالجمع بين الصورة الفوتوغرافية والكولاج والرسم الهندسي، إلى جانب عمله التركيبي الضخم الذي يتوسط الصالة الرئيسة «بناء إعادة بناء»، الذي يترجم فكرة المحور الأول في زحف الكونكريت الذي يهدم جماليات العمارة القديمة التي كانت تضيف لحضارة الإنسان، بدلاً من المساهمة في تصحر البيئة وانحسار الطبيعة.

هشاشة المكان

وتضمن عمله التركيبي العديد من الرموز التي تعكس هشاشة المكان وعدم استقرار الإنسان، ليستلهم فكرته من بيت إحدى العائلات العريقة في فلسطين، حيث شكل الإطار الخارجي المساحة الخاصة ببيت تلك العائلة الذي صادره المستعمر ليحوله إلى متحف للفنون المعاصرة والحديثة ورمز إلى هشاشة المكان بلوح زجاجي طويل مستند بطرفه إلى قطعة من البلوك، كذلك التناقض بين الكونكريت والوسادة الناعمة، والفيديو الذي يرصد مرتبة هوائية سوداء توحي بالبنية الإسمنتية، التي تتشكل بضخ الهواء فيها، لتعود إلى حالتها الأولى لتتكرر العمليتين كالمكوك.

زحف إسمنتي

كما تترك صور المحور الخاص بالكونكريت في نفس المشاهد أثراً قوياً، يقارب تأثره بصور الحروب، لتكون كتل الإسمنت الضخمة المعلقة بالفراغ فوق بلدة صغيرة بديلاً للقنابل، مقابل الزحف الإسمنتي لمساحات صماء هندسية مرسومة تغيب مشاهد الطبيعة وجمالياتها بخطوط هندسية بين المنظور والتشكيل المعماري لكتل وزوايا تغيب جماليات بيوت القرية المبنية من الحجارة التي تعتبر جزءاً من الطبيعة.

دفء إنساني

وينتقل الزائر بعدها إلى محور تداعيات الذاكرة وغيابها، والتي استلهمها من صور عائلية قديمة بدأت تتلاشى أو تغيب ذاكرتها بمساحة البياض أو تشقق التربة من الجفاف. ويعيش الزائر في المحور الثالث «تاغ» في أجواء الدفء الإنساني لصور تاريخية تعكس مرحلة زمنية من حياة الفلسطينيين حينما كانوا ينعمون بالأمن والأمان، ليؤطر عدداً من وجوه الأشخاص التي تدعو إلى التفاؤل كرمز للربط.

سيرة

يقيم الفنان حازم حرب «1980» بين روما ودربي، ويحمل شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من المعهد الأوروبي للتصميم في روما. وقد شارك في العديد من المعارض الفردية بداية بمعرض «البصيرة» عام 2009 في غاليري «أثر» بجدة، إلى جانب معارض أخرى في دبي وإيطاليا. واقتنيت أعماله التركيبية من المتحف البريطاني ومؤسسة الشارقة للفنون ومركز بومبيدو بفرنسا، وغيرها الكثير

Email