دبي تستضيف عروضه للمرة الأولى في الشرق الأوسط

قائد الأوركسترا الصامت.. تفاعل يتجاوز اللغة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قد لا يتخيل أحد أن المقطوعات الموسيقية التي عزفها نحو 300 شخص أول من أمس، في إحدى قاعات فندق الريتز كارلتون ـ مركز دبي المالي العالمي بدبي، قد تمت من دون أن يخضع أحدهم لأية تمارين مسبقة على عزف الموسيقى، فقد عملوا جميعاً تحت قيادة قائد الأوركسترا الصامت، ستيف بارنيت، الذي تمكن من قيادتهم بتناغم تام ومن دون أن ينطق بحرف واحد، ليشكل من خلالهم أوركسترا كاملة، تمكنت من عزف مقطوعات موسيقية جميلة، معتمداً في ذلك على لغة الجسد كطريقة للتواصل معهم.

ورغم أنها المرة الأولى التي يحل فيها الموسيقار ستيف بارنيت ضيفاً على منطقة الشرق الأوسط ليقدم هذه النوعية من الأوركسترا، إلا أنها ليست المرة الأولى التي يقدم هذه النوعية من الاوركسترا في العالم، والتي مكنته من تطوير تقنية خاصة تعبر عن التعاون والعمل الجماعي، حيث يستعين بارنيت في تواصله مع الجمهور تعابير وجهه وحضوره كوسيلة للتعبير ليصبح الجمهور جزءاً لا يتجزأ من عمل موسيقي تفاعلي يتجاوز حدود اللغة والثقافة ويشجع الأفراد على التعاون معاً من أجل عزف مقطوعة مبدعة.

عمل جماعي

«الموسيقى عمل جماعي» هي فكرة اعتاد بارنيت الانطلاق منها لتقديم عروضه، بحسب قوله لـ «البيان»، ولأنه يتعامل مع أشخاص لا يمتلكون تجارب موسيقية حقيقية، يقوم بارنيت في البداية على طمأنتهم بأن أداءهم لن يكون سيئاً، ولذلك فقد جاء افتتاح عرضه بدبي، على إيقاع الضحك الذي مكنه من كسر الحواجز مع الحضور، الذي وظف طاقته ليتحول إلى مصدر إلهام له، ليبدأ العرض بضربات بسيطة، باستخدام التصفيق، لينتقل بعدها إلى تعليم الجمهور بعض الايقاعات السهلة باستخدام انبوب بلاستيكي وعصا خشبية، لتتطور الموسيقى تدريجياً عبر مشاركة الجميع بالعزف مع بعضهم البعض، وفق نوتات وآلات مختلفة سرعان ما تتشابك نغماتها مع بعضها البعض لتشكل مقطوعة موسيقية، لتعكس في صورتها العامة تفاعلاً مجتمعياً يشعر فيه الجميع أنهم مؤثرون.

لون محدد

«أريدهم أن يشعروا بالطاقة وأن تحفزهم عملية المشاركة»، بهذا التعبير يوضح بارنيت الهدف من قائد الأوركسترا الصامت، قائلاً: «غالبية الناس لا يدركون السحر الذي يختبره الموسيقيون عندما يعزفون معاً، وأنا أحاول منحهم الفرصة لتجربة هذا الشعور، وأن أطلب منهم أن يفكروا كيف يمكن تطبيق ذلك في العمل أو المجتمع».

خلال العزف يقسم بارنيت المشاركين إلى مجموعات، يكون لكل واحدة لون محدد، ما يساعده في قيادة عملية العزف، داعماً ذلك بلغة العيون والجسد في تواصله مع الحضور.

بارنيت أكد أنه يفضل العمل مع مجموعات يمكن أن تصل إلى نحو 2000 شخص، قائلاً إن ذلك «يشعره بروح الأوركسترا»، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن الفرق بين عمله في قاعة صغيرة ومسرح كبير يكمن في عملية التواصل، وقال: «عادة القاعات الصغيرة تمنحني القدرة على التواصل مع المشاركين بلغة العيون، والأمر ذاته يحدث مع المشاركين أنفسهم، وهذا يساعدنا على تقديم أداء أفضل، في حين أن المسرح يفقدنا بعض الاتصال مع المشاركين الذين تصبح الشاشة الكبيرة خيارهم الوحيد لمتابعة الحركات وتنفيذها».

50 دولة

على مدار الـ 18 عاماً الماضية عمل ستيف بارنيت على قيادة وتحفيز الجماهير في أكثر من 50 دولة، من بينها دول نائية مثل هاواي وسيبيريا، كما قدم عروضه على مسارح عالمية مثل قاعة رويال البيرت هول في العاصمة البريطانية لندن، وفي أماكن أخرى مثل ضفاف نهر زامبيزي العظيم المطل على شلالات فيكتوريا.

Email