مركز ثقافي سنغالي يقدم خدمات اجتماعية

إحدى اللوحات المميزة في المركز

ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتح، أخيراً، في إحدى قرى السنغال الفقيرة مركز ثقافي يعد الأول من نوعه خارج العاصمة دكار. والمبنى، الذي قامت بتصميمه المعمارية الشهيرة من نيويورك توشيكو موري، من المقرر أن يستضيف أعمالاً فنية محلية تقليدية، إلى جانب أعمال حديثة معاصرة لفنانين من السنغال والعالم.

وأفادت صحيفة «غارديان البريطانية»، في تقرير نشرته أخيراً، أن الفنانين الذين ستتم دعوتهم من السنغال والعالم، سيقيمون في أرجاء المركز لفترة من الزمن ويتفاعلون مع المشهد الثقافي المحلي، سواء أكانوا مخرجي أفلام أو نحاتين أو كتاباً أو مصورين.

لكن نيكل مورفي مدير المركز يحذر قائلاً: «من المهم جداً ألا يكون المركز واحة للأوروبيين أو الأميركيين، الذين يتم إسقاطهم بالمظلات من الجو، فجزء أساسي في عملية اختيار الفنانين، الذين سوف يعيشون هنا يكمن في مدى براعتهم في المشاركة بالمشهد الفني المحلي والتعلم والبناء عليه بأي وسيلة يختارونها. وعلينا أن ننتظر ونرى كيف سيستخدم المجتمع المحلي هذا الفضاء، فإنه لهم بالكامل ليقوموا بما يريدونه».

وأشار مورفي إلى أنه على مدى الأشهر الستة الأولى، سوف يقيم في المركز الذي يقع على بعد أكثر من ثماني ساعات عن العاصمة داكار فنانون من المجتمعات المحلية، لضمان القبول الكامل بالمركز من قبل المجتمعين المحلي والوطني.

وكان قد اجتمع ألوف الفنانين والقرويين أخيراً في قرية «سينثيان» للاحتفاء بالمركز، الذي أطلق عليه تسمية «ثريد»، وقامت فتيات بثياب زاهية بالرقص على قرع الطبول المزينة بالخرز في تقليد قديم، يعود إلى أجيال سابقة. ومبادرة افتتاح المركز جاءت إثر لقاء جمع الدكتور ماغوي با، الطبيب السنغالي زعيم «سينثيان»..

ونيكولس فوكس ويبر، مدير مؤسسة لا تتوخى الربح في أميركا هي «مؤسسة جوزيف أند آني البرز» في عام 2003. وعلى مدى عقد من الزمن، انطلقا في تأسيس فضاء يمكنه أن يصبح نقطة تصادم بين التقاليد الثقافية في سينثيان ومشهد الفنون المعاصرة المزدهر في السنغال.

وفيما كان الفن طاغي الحضور في داكار بأشكاله المتنوعة كونه مهرجان الفنون الأفريقية الناجح، الذي تستضيفه العاصمة منذ عام 1992، والجداريات التي تزين الجدران ومراكب الصيد والحافلات، تفتقر باقي البلاد إلى منابر ثقافية، بسبب الفقر ونقص البنية التحتية الخاصة بالفنون.

عمل فني

تعتبر عمارة المبنى بحد ذاتها عملاً فنياً، ذلك أنها على درجة من التعقيد، مع الاحتفاظ بطابعها محلي الطراز. فسقف المبنى مصنوع من القش العشبي والبامبو المحلي، وجدرانه البيضاء من الطوب، أما وسط المبنى فمفتوح للسماء. ويؤدي سقفه دوراً مهماً في تجميع 40% من حاجة سكان قرية «سينثيان» من المياه، وتحويلها إلى خزان جديد.

Email