تسلط الضوء على فجر التاريخ البشري

اكتشاف جمجمة للإنسان الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

تسلط جمجمة ناقصة عثر عليها في كهف بشمال فلسطين المحتلة الضوء على منعطف جوهري في فجر التاريخ البشري عندما كان أسلافنا يرتحلون من القارة الإفريقية ليعمروا مناطق أخرى من العالم حيث التقوا أقرب أولاد عمومتهم من إنسان النياندرتال.

وقال العلماء أول من أمس: إن الجزء العلوي المقوس من الجمجمة دون الوجه والفكين عثر عليه في كهف (مانوت) بالجليل الغربي في فلسطين المحتلة، وحددت الأساليب العلمية عمر الجمجمة بأنها ترجع إلى نحو 55 ألف عام. وقال الباحثون: إن سمات هذه الجمجمة -التي تعود الى حقبة يعتقد أن عدداً من أجدادنا كانوا يبتعدون خلالها عن القارة الإفريقية- توحي بأن صاحب الجمجمة ينتمي عن قرب لأول عشائر جنس (هومو سابينس) أو الإنسان العاقل التي استعمرت أوروبا في وقت لاحق.

وأضاف الباحثون أن هذه الجمجمة تطرح أول دليل على أن الإنسان العاقل عاش بتلك المنطقة في نفس وقت وجود إنسان النياندرتال، وهو أقرب أقاربنا البائدين من بني البشر. وتشير الشواهد الوراثية السابقة الى أن أفرادا من الإنسان العاقل وإنسان النياندرتال تناسلوا فيما بينهم خلال نفس الحقبة تقريبا التي تمثلها الجمجمة، فيما لا تزال جميع الشعوب من نسل منطقة أوراسيا تحتفظ بكميات محدودة من الحمض النووي الريبوزي (دي ان ايه) الخاص بالنياندرتال.

وقال بروس لاتيمر عالم الأحياء القديمة بجامعة (كيس وسترن ريزيرف) في كليفلاند وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة: «إنها أول شواهد حفرية مباشرة على أن إنسان العصر الحديث وإنسان النياندرتال عاشا في المنطقة ذاتها».

Email