روسوس عانق العالم بـ60 مليون نسخة من أغانيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

بلحيته المهيبة المكتنزة، وولعه بالقفاطين المنتفخة، وصوته الصادح المتمكن من أداء أعلى المقامات الموسيقية، نال ديميس روسوس، الذي رحل عن عالمنا، أخيراً، عن جدارة لقب «بافاروتي البوب». وقد جعلت أغاني البوب الأوروبية الرومانسية، ذات النفحة المتوسطية من المغني اليوناني اسماً مألوفاً في السبعينيات، سيما مع سلسلة النجاحات التي حققتها أغنيات مثل «غودباي ماي لوف غودباي»، و«فور إيفر أند إيفر».

وأفادت صحيفة «تايمز» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن أسطوانات روسوس المتحدث باليونانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية والعربية، قد باعت حوالي 60 مليون نسخة حول العالم، حيث حقق أوج شهرته في أواسط السبعينيات. ويعزو روسوس نجاحاته إلى ازدياد حركة الطيران، وقد قال في هذا الصدد: «لقد بدأ البريطانيون يذهبون إلى أماكن مثل إسبانيا، واليونان، حيث أتت موسيقاي في الوقت المناسب. إنها موسيقى متوسطية رومانسية، متجهة إلى كل الذين يرغبون في الذهاب في عطلات».

شخصية كلاسيكية

ولد أسلوب روسوس العاطفي المفرط ردود فعل قوية في أوساط المستمعين، وأصبح شخصية كلاسيكية جدلية، تُعشق أغانيه أو تُبغض. وعادة ما كانت تتم السخرية منه، حيث كان هدفاً سهلاً للنقاد بوزنه الزائد، ووصفته صحيفة «صن» البريطانية ذات مرة بأنه: «تافه، يتأرجح بين شخصيتي (ميكي ماوس) و(موبي ديك)».

شكلت سمنة روسوس الزائدة مصدر تعليقات الإعلام الدائمة، التي كانت تعتبره بعيداً كل البعد عن الجاذبية. وأدى ذلك إلى اتباعه حمية جعلته يخسر ثلث وزنه في أقل من عام. قام روسوس بتأليف كتيب بعنوان «مسألة وزن»، نصفه سيرة ذاتية ونصفه الآخر عبارة عن نظام غذائي، أصبح من ضمن الكتب الأكثر مبيعاً، كما عمد إلى بيع جميع قفاطينه، التي تحمل أسماء مصممين عالميين، ذهب ريعها للأعمال الخيرية، وشعر كثيرون بالخيبة لرؤيته مرتدياً سروالاً وقميصاً عاديين.

خبر اختطافه

عاد روسوس يتصدر عناوين الأخبار عام 1985، على إثر خبر اختطافه مع 145 راكباً، كانوا على متن طائرة متجهة من أثينا إلى روما. إلا أن الحادثة لم تمنعه من الاحتفال بعيد ميلاده التاسع والثلاثين، حيث قال: «لقد قدموا لي كعكةً، وأعطوني غيتاراً لأغني». وفسر روسوس التجربة، التي عاشها بأنها إشارة من القدر تبلغه بواجب نشر التسامح في العالم، من خلال موسيقاه. وهكذا عاد إلى الساحة الفنية، وتابع جولاته وأعماله، إلى أن أطلق عام 2009 ألبوماً كان الأخير.

سطر العام 2013 آخر إطلالات روسوس الإعلامية، بمناسبة تسلمه وسام جوقة الشرف الفرنسي تقديراً لأعماله مدى الحياة. وأمضى الأسابيع الأخيرة من حياته في أحد مستشفيات أثينا، بسبب معاناته من مرض لم يتم الكشف عنه، وتوفي في 25 يناير عن 69 عاماً.

وكان روسوس فاحش الثراء، يجيد طهو المأكولات اليونانية، وقد كشفت ابنته أنه لو لم يكن مغنياً لأصبح طاهياً، وهو يملك فيلا خارج أثينا تطل على البحر، وقفطاناً وحيداً، أقر أنه كان لا يزال يحتفظ به لأشهر الصيف. وصوت ديميس روسوس الصادح أتاح له أداء أعلى المقامات الموسيقية.

مسيرة فنية

ولد أرتيميوس فينتوريس روسوس عام 1946 في الإسكندرية بمصر، لأب يوناني يعمل مهندساً، وأم مصرية. عادت العائلة إلى اليونان عام 1956، إثر أزمة قناة السويس. أتقن روسوس في المدرسة العزف على عدد من الآلات، وانضم عام 1964 إلى فرقة «أيدولز» لموسيقى البوب، ليبدأ مشواره الفني الحافل. تزوج روسوس أربع مرات وترك وراءه ولداً وبنتاً.

Email