يوسف شاهين.. حارس السينما والشغوف بالحكايات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

صادق الكاميرا واستعان بقلمه كي يهرب إليه من العالم، وبقي في حيرة لم يقطعها العمر، لينقل تساؤلاته إلى أفلامه، يغير من قناعات جمهوره، بل يجبر جمهوره على أن يتسلل إليهم الشغف بالحكايات، وأن يدوروا هم أيضاً في رحلة إلى اليقين، وكلما يقاربون على الوصول أدركوا أن المتعة تكمن في الرحلة، فرغبوا بالمزيد، إنه حارس السينما المخرج الراحل يوسف شاهين، الذي احتفل محرك بحث «غوغل» بذكرى ميلاده التاسعة والثمانين، أول من أمس، والذي يصادف الخامس والعشرين من يناير كل عام.

شرق وغرب

منذ 89 عاماً ولد يوسف شاهين في مدينة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، ارتبطت ذاكرته الأولية بالبحر، ورطوبة الهواء، صوت المياه الهادرة وتلاطم الأمواج المتلاحق، ولد لأب كاثوليكي لبناني مهاجر، وأم مسيحية يونانية، حمل روح الشرق والغرب معاً، وسار في طريقه بالتعلم في كلية سان مارك الفرنسية، إلى أن سافر للولايات المتحدة الأميركية، حيث كان شغوفاً بالسينما ليدرس «الفنون التمثيلية» وعند عودته لبلده الأم، قرر أن يبدأ مسيرته في الإخراج، التي تظهر فيها آثار السنوات والخبرة والتعلم، لتبدأ خطواته على أول الطريق بمساعدة من القس أفايس أورفانيلي.

وبرغم كون الشاب في الثالثة والعشرين من عمره، إلا أنه حصل على منصب مساعد المخرج في أول أعماله عام 1950 بعنوان «بابا أمين»، ومن ثم فيلم «ابن النيل»، الذي أخرجه ليعطي له تذكرته الأولى والتي لن تصبح الأخيرة بمهرجان «كان».

 

طريق

بحث خلال ستين عاماً عن الأعمال التي قد تصنع تاريخ السينما قبل حتى أن يصنع تاريخه، فأخرج «باب الحديد»، ثم فيلم «الناصر صلاح الدين»، الذي خلق من خلاله فيلماً ملحمياً من ثلاث ساعات، ومن ثم فيلمي «بائعة الخواتم» و«رمال من ذهب»، ليقدم تحفته الباقية والمأخوذة عن رواية للكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي «الأرض»، والتي قدم من خلالها صورة الفلاح المصري لتعد تلك الصورة بمثابة مسار جديد للسينما التي لم تضع الفلاح في خانة الشخص الساذج أو الطيب، بل في خانة الثائر المرتبط بأرضه حد الموت.

وينتقل شاهين إلى عصره الذهبي من خلال أفلام «عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، حدوتة مصرية» ثم «المهاجر، المصير، الآخر»، انتهاءً بآخر أعماله «هي فوضى».

تقدير

حاز يوسف شاهين خلال مشواره الحافل عدة جوائز تقديراً للدور الذي لعبه واحترفه، إذ ظهرت بصمته جلية واضحة كشمس الظهيرة على واجهات أفلامه، تجعل المشاهد يشير بإصبعه على أنه فيلم ليوسف شاهين، دون أن يحتاج لانتهاء الوصلة التقديمية وظهور اسم يوسف شاهين على العمل كرسام يمضي على تحفته الفنية، وقد توفي في 2008 بعد مسيرة فنية وسينمائية كبيرة.

Email