واجهت التحدي في 2008 كأول صحيفة عربية

هندسة المعلومات.. «البيان» حصدت جوائز التميز

«البيان» انفردت برسوماتها المعلوماتية التي حصدت جوائز عدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

(جرافيك.. نموذج من أعمال فريق البيان أدى للتفوق وحصد الجوائز)

 

الرسومات المعلوماتية، أو إدراج التصورات التي تقدم المعلومة المركبة بصورة سريعة وواضحة، وليس مجرد زخرفتها.هي وفق المسمى الاعلامي والعلمي لها تعني هندسة المعلومات.

وعند الحديث عن المعلومات التصويرية، تبرز في معظم الأحيان أسئلة باتت مألوفة، وبعضها يمر بأذهان الكثيرين دون أن يجدوا إجابات لها، كيف يمكننا إيجاد تلك المعلومات؟ وهل نستطيع إنجازها ؟ وماذا عن استخدام الأشكال الجميلة في أي مشروع؟ وهل ثمة برنامج كمبيوتر يتعين علينا استخدامه؟ بالطبع هناك المزيد من الأسئلة المتعلقة بهذا الفرع من فروع المعرفة التي يمكن استخدامها في العديد من المجالات.

رئيس قسم الرسوم المعلوماتية في «البيان» لويس تشامبيز بحكم تجربته وما اكتسبه من خبرة في مجال المعلوماتية، والتي أهلته مع فريق عمله في الصحيفة، لحصد العديد من الجوائز الاقليمية والعالمية، آثر ان يفيد الآخرين بالإجابة على العديد من تلك الأسئلة المطروحة.

ويقول: يشكل السطح التخيلي المؤلف من الرسومات، الصور، الألوان والإحصاءات، بعض المكونات التي نمزجها للحصول على إجابات شافية. ويشير إلى ان الكثير من زملائه وأساتذته في المجال الأكاديمي، كانوا يعتبرونه إنسانا معجبا بعالم الصور ويستمتع بها، باعتبار أن تلك الصور هي التي يمدنا بها العالم يوميا، وتتألف من أشكال استثنائية بسيطة تمنحنا إياها الطبيعة الأم. وهي التي تلهم الفنانين والمصممين والمعماريين وحتى الشعراء وكل شخص لديه فضول في فهم المزيد.

سؤال صعب

وتطرق لويس لتجربته في الإمارت و«البيان» تحديدا قائلا: لسنوات عدة لاحظت التطور السريع للإعلام في الدولة، واسترعى انتباهي الكثير من المهام التي لم يكن لها أي حضور مهم في غرفة التحرير بالصحيفة، أو أي منصة إعلامية أخرى، مثل مخرجي الوسائط الإعلامية والرسومات المعلوماتية، والصحافة المرئية، ومحرري صور الهاتف المتحرك، واختصاصي تصاميم المنتجات، ووجود مصممين تفاعليين وغيرهم، وهم منكبون على تهيئة الوتيرة اللازمة للإعلام الحديث.

وهنا يقفز السؤال المهم، هل نحن قادرون على تطوير الهندسة الصحيحة للمعلومات، وتحقيق الهدف الأساسي المتمثل في الطريقة التي نشرح بها الرسالة الهادفة لتلك المعلومات؟ أي كيف نطور القصة، حتى لو استطعنا التحكم بأي من تلك المهارات في كل ما يتعلق بالرسومات المعلوماتية.

وفي العديد من القضايا المتعلقة بالعمل الصحافي في مجالاته المختلفة، يتعين علينا فهم الموضوع بوضوح ودقة قبل أن نباشر العمل في الرسومات المعلوماتية، فالمسألة لا تعني ان الرسومات مجرد توضيح لمقال تمت كتابته. بل يجب أن تعزز المحور الأساسي للقصة أو التقرير، وبالطبع لا نحتاج هنا إلى الكثير من التحليل للبيانات حتى نعثر على موضوع شيق.

أرقام مشتقة

وفي حالات أخرى، يبدأ المشروع بمجموعة من الأرقام المشتقة من الإحصاءات، وعادة ما يكون السؤال المعتاد هو: هل يمكن ابتكار شيء مثير للاهتمام من خلال الأرقام؟ الأمر يعتمد على تحليل البيانات بحثاً عن قصص شيقة وأفكار بحسب ما هو مطلوب. وعادة ما يكون لدى الاختصاصي فهما عميقا لفرع محدد من المعرفة، ويمكن استخدام ذلك على نحو أفضل عند حل مسألة أو تنفيذ خطة، أو لإيجاد حل متقدم للمسألة التي يكون البحث عنها.

وقد يقفز سؤال مهم كيف يصبح الإنسان مهندساً ماهراً للمعلومات؟ والإجابة بسيطة جدا إذ ليس هناك أي أمور محددة تجعله مهندس معلومات ماهرا، فقط عليه أن ينظر حوله، ليرى كيف تتطلب المجالات الأخرى في الحياة اليومية القدرة على التخيل.

ولدينا توصية مهمة للأشخاص الذين تتيح بياناتهم الشخصية العمل في مجال المعلوماتية وعالم الرسوم الخاصة بها، فإذا كان أحدهم محبا للاستطلاع، فعليه أن يطرح سؤالا على نفسه وبالطبع المسألة لا تقبل إجابة مباشرة أوأساسية: ىهل أحب إجراء البحوث على الأشياء؟ وهل لدي المرونة في فهم قدراتي واستخدامها على النحو الأمثل؟ وما مدى تمتعي بالبراعة بصريا ولفظيا؟

صنع التاريخ

لنر مثالا خاصا من «البيان» التي اعتدت العمل عليه، ويمكنني وصف كيف أن صيغة متنوعة من إدارة المشاريع تعمل بالتعاون مع الأقسام المختلفة من الصحيفة. ومهندس المعلومات يبدو أشبه بمؤلف موسيقي أو قائد أوركسترا، حيث يجمع كل النوتات الموسيقية والأصوات معا.

في عام 2008، عندما بادرت «البيان» وكانت الصحيفة العربية التي تواجه التحدي لأول مرة في عمل أكبر حجم من الرسومات المعلوماتية مؤلفة من 36 صفحة، وتركيبها لتكوين أضخم علم أولمبي. وشارك في ذلك العمل الإبداعي محررون، مترجمون، باحثون، رسامون ومسوقون. وكل واحد منهم كان بمثابة آلة توقيت زمني، وقد وضع في الدور الملائم له.

ريادة « البيان»

تعتبر «البيان» واحدة من الصحف الرائدة في مجال الإعلام العربي، الخاص بالرسومات المعلوماتية، وقد شاركت في العديد من المسابقات الدولية مثل جوائز مالوفيج، وجمعية تصميم الأخبار و«وان-إيفرا»، وأعجب المحكمون بتغطيتها الشاملة لسباق السيارات العالمي للفورميولا 1 في 2010 الذي أقيم في أبوظبي، وخاصة في تمكنها من استخدام الرسومات المعلوماتية الواضحة خلال السباق.

وقد كوفئت على تناسقها في سرد تفاصيل السباق بجائزة عالمية قيمة.

Email