شهدت انطلاق جائزة محمد بن راشد ومؤتمر المعرفة الأول

سنة إماراتية حافلة بالتميز والإبداع الثقافي والفني

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بين عامٍ يرتب أوراقه وحقائبه استعداداً للرحيل، وآخر يوقع تأشيرة الدخول لعام جديد، يشد الرحال نحونا مبتهجاً بالقدوم، امتلأت ذاكرة 2014 بأحداث ثقافية وفنية تركت آثارها الكبيرة على الساحة، وأحدثت فارقاً في الفكر والحراك الثقافي والمعرفي والفني.

فانتصرت بما قدمته من مبادرات وجوائز وتكريمات، وتفوقت بما نظمته من مؤتمرات وفعاليات ناجحة، وصافحت التميز وأصحابه، وكرمتهم في محافل تليق بهم، لتحفر بصماتهم وتخلدها في ذاكرة الثقافة والفن.

وها هي حقيبة 2014 بكل ما فيها من إنجازات وإبداعات، ترفع راية الانتصار، وتحتفي بالمبدعين معترفةً بفضلهم في غرس جذور راسخة ارتقت بالذائقة الإنسانية والاجتماعية، وعكست فكراً ووعياً نقف اليوم أمامه وقفة تقدير واحترام.

وبين حدث وآخر، وفعالية وأخرى، وانتصار يأخذنا حيث القمة، تمضي الأعوام والأيام بلا توقف، ومعها تمضي عدستنا في التقاط أبرز الأحداث الثقافية 2014.

مؤتمر المعرفة

أطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرتين عالميتين ترتبطان بالمعرفة هما: جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومؤتمر المعرفة الأول الذي أقيم خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر، ويعد المؤتمر الأول من نوعه على صعيد المنطقة، وشهد إطلاق مؤشر المعرفة وتقرير المعرفة العربي للعام 2014 الذي تم تنفيذه بمبادرة مشتركة بين المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

دبي الدولي للكتابة

انطلقت فعاليات برنامج دبي الدولي للكتابة، وضمت ورشة عمل ضمت 8 منتسبين من المواهب الإماراتية في مجال الرواية، وتم تدريبهم على مدار 5 أيام على فنون ومهارات الكتابة الروائية الإبداعية بإشراف الروائية اللبنانية نجوى بركات، وتهدف المبادرة إلى رفع المستوى الفكري والأدبي، وإثراء الحراك الثقافي والمعرفي، عبر دعم الكُتّاب والمؤلفين الإماراتيين والعرب، والوصول بهم إلى المستويات العالمية.

الإمارات للآداب

حصد مهرجان طيران الإمارات للآداب- للسنة الثانية على التوالي- جائزة أفضل مهرجان عالمي في منطقة الشرق الأوسط لعام 2014، وقد اختار معرض فعاليات الشرق الأوسط 2014، المهرجان من بين مجموعة من الفعاليات المرشحة الأخرى.

كما اختيرت إيزابيل أبو الهول مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، من بين أكثر الشخصيات البريطانية تأثيراً في الإمارات، لجهودها الكبيرة في إنجاح المهرجان، وحرصها على الارتقاء به من دورة لأخرى.

البوكر

فاز الروائي العراقي أحمد سعداوي بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» التي تدعمها «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن، وتموّلها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وذلك عن روايته «فرانكشتاين في بغداد» في 29 أبريل 2014، وتعد رواية سعداوي سابع رواية تفوز باللقب في العالم العربي منذ انطلاق الجائزة عام 2008.

«سمرة وعسل»

حصل العرض المسرحي «سمرة وعسل» على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في مهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورته الـ24، لاحتوائه على كل المتطلبات الفنية التي قدمها فريق العمل، والعرض خاص بفرقة دبا الحصن، ومن تأليف وإخراج عبدالله زيد.

عائشة عبدالرحمن

اختارت أيام الشارقة المسرحية الفنانة الإماراتية عائشة عبدالرحمن الشخصية المكرمة محلياً، لحضورها المسرحي المميز، وإبداعاتها التي قدمتها على الخشبة وتجربتها الثرية في هذا المجال.

يوسف العاني

احتفت أيام الشارقة المسرحية بالفنان العراقي يوسف العاني، ومنحته «جائزة الشارقة للإبداع المسرحي» في دورتها الثامنة 2014 تقديراً واعترافاً بدوره الكبير في إثراء حركة المسرح العربي خلال مسيرة امتدت لما يزيد على ستين عاماً.

نور الشريف

منح مهرجان دبي السينمائي الدولي «جائزة تكريم إنجازات الفنانين»، إلى الفنان المصري القدير نور الشريف، احتفاء بمسيرته السينمائية الاستثنائية، وأدواره الماثلة في الذاكرة العربية، وذلك في حفل افتتاح الدورة الحادية عشرة من المهرجان الذي وافق 10 ديسمبر 2014.

آشا بوسلي

منح مهرجان دبي السينمائي الدولي جائزة تكريم إنجازات الفنانين، إلى المغنية الهندية آشا بوسلي، تقديراً لمسيرتها الفنية والغنائية الزاخرة، وما قدمته للسينما الهندية من صوت عذب عبر أكثر من 12 الف أغنية ما بين الشعبية والكلاسيكية والغزلية تلألأت بها مشاهد أكثر من 850 فيلماً على مدى 81 عاماً، وأدت آشا بوسلي أوّل أدوارها على الشاشة في فيلم «ماي» عام 2013.

وحصلت بوسلي على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرتها الفنية، تضمنت إدراجها في سجل غينيس للأرقام القياسية كونها المطربة صاحبة أكبر عدد من الأغاني المسجلة.

شخصيات وعطاءات فكرية وثقافية

 

 

منحت جائزة الشيخ زايد للكتاب بالإمارات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لقب شخصية العام الثقافية للعام 2014، تقديراً لإسهاماته الثقافية والفكرية والإنسانية والعلمية، ولجهوده الكبيرة في نشر روح التسامح والإخاء، ومبادراته الثقافية العالمية.

كما اختار معرض الشارقة الدولي للكتاب الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، شخصية العام الثقافية لدورة 2014، وذلك لعطاءاته وإسهاماته الفكرية، وجهوده في العالم العربي والإسلامي.

وفاز جمعة الماجد رئيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، بجائزة شخصية العام للشخصيات الداعمة للمكتبات والنشاط الثقافي العربي للعام 2014، وذلك في المؤتمر الخامس والعشرين الذي عقده الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (أعلم) مؤخراً.

وأقيم تحت عنوان «معايير جودة الأداء في المكتبات ومراكز المعلومات والأرشيفات»، في مدينة الحمامات في تونس، وتمنح هذه الجائزة للشخصيات الحكومية وغير الحكومية ممن لهم إسهامات داعمة لقطاع المكتبات والعمل المعلوماتي والثقافي بشكل عام في بلدها أو خارج بلدها.

«عناقيد الضياء».. رحلة في أعظم قصة بالتاريخ

 

 

لم تمر أيام مارس الماضي عادية على الشارقة، التي شهدت خلاله إطلاق أوبريت «عناقيد الضياء»، الذي دشن احتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، حيث تحول مسرح المجاز آنذاك إلى قبلة للجميع، الذين تابعوا من خلاله عرس الشارقة الثقافي، الذي اصطحبت فيه الشارقة ضيوفها برحلة حطت على عتبات التاريخ، لتقدم لهم أعظم قصة في التاريخ، تفوح من كلماتها التي كتبها الشاعر عبد الرحمن العشماوي رائحة عطرة، ولتطوف الشارقة بضيوفها عبر بطون التاريخ وعوالم الشعر والكتب.

تضمن «عناقيد الضياء ـ أعظم قصة رواها التاريخ»، تسع لوحات شكلت في مجموعها العمود الفقري لأضخم عرض مسرحي فني في تاريخ الإسلام، يروي سيرة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.

ويترجم رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتقديم عمل رفيع المستوى يخدم الإسلام، ويوضح حقيقته السمحة، ويعزز قيمه الإنسانية المتمثلة بالعدل والمحبة والسلام، وفي الوقت نفسه عمل يسجله التاريخ، ويبقى أثره محفوظاً للأجيال القادمة.

نافذة

«أسعدينا يا عناقيد الضياء.. وأزيحي الليل عن صدر الفضاء»، مثل هذا البيت الشعري إيذاناً بانطلاق الملحمة الغنائية، التي جمعت بين أبياتها ثلاثة أجيال فنية مختلفة، تضم الفنانين لطفي بوشناق.

وعلي الحجار اللذين ينتميان إلى جيل، والفنانين حسين الجسمي ومحمد عساف إلى جيلين آخرين، ما يجعل العمل مميزاً لجهة الطبقات الصوتية، ليبدو العمل بمجملة بمثابة نافذة جديدة، يمكن للموسيقى أن تفتحها، عبر مقطوعاتها المختلفة التي صاحبتها مشاهد حية، يشارك فيها نحو 200 ممثل، قادرين على منح الجمهور نظرة مختلفة للتاريخ، ولقصة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم.

وإلى جانب مشاركة المغنين الأربعة حسين الجسمي، ولطفي بوشناق، وعلي الحجار، ومحمد عساف، في ملحمة «عناقيد الضياء»، فقد شارك في التسجيلات الموسيقية الخاصة بالملحمة التي قام بتلحينها الفنان العربي الكبير خالد الشيخ أكثر من 70 عازفاً من الأوركسترا الألمانية العالمية.

وبهذه الأسماء تضاف قائمة جديدة إلى النجوم العالميين المشاركين في العمل، من بينهم، المنتجة العالمية جولي بروكس، والمخرج العالمي، كافين روبنز.

لقد تمكن العرض بكل تفاصيله من جذب اهتمام الصحافة العالمية وكذلك النقاد المسرحيين، الذين حلوا ضيوفاً على الشارقة لمتابعة تفاصيله عن قرب، حيث اتفق الجميع آنذاك على أن العرض مثل تظاهرة ثقافية ضخمة، وجسد صورة الشارقة الحقيقية.

Email