(البيان) تفتح ملف السينما في السعودية

السينما مطلب شبابي في السعودية وحاجة ثقافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتقد على نطاق واسع بأن السماح بالسينما بات وشيكاً في السعودية، بعد ان أصبح المجتمع السعودي يشهد انفتاحاً مسؤولاً تجاه الكثير من المعطيات والمتغيرات التي ساهمت في تطوره بعيداً عن النظرة التقليدية.

ومن هذه المعطيات التي ينتظر إقرارها «السينما»، التي ظل المثقفون السعوديون يطالبون بها منذ زمن بعيد، على اعتبار أنه ليس هناك مجتمع في زمن العولمة يستطيع أن يعزل نفسه عن واقع ثورة المعلومات وما تبثه القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية.

إقبال

ويؤكد الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز أن الأفلام ودور السينما الممنوعة في السعودية آتية لا محالة، مؤكدا أن البداية كانت من شركة روتانا التابعة لمجموعته حينما قامت بإنتاج أول فيلم سينمائي سعودي، موضحا في بيان صحفي في وقت سابق أن ظهور السينما في السعودية مجددا مرده الإقبال الواضح من قبل الشباب السعودي على الترفيه والفنون بشكل عام.

أول فيلم

وتاريخياً يعد المخرج السعودي عبد الله عبد المحيسن رائد السينما في بلاده كونه صاحب أول فيلم روائي طويل من إنتاج السعودية يحمل اسم (ظلال الصمت) وفيلم (تطوير مدينة الرياض) عام 1975، وهو أول فيلم سعودي تسجيلي، و (اغتيال مدينة) عام 1977، الذي يصور الحرب اللبنانية الأهلية وأهوالها، وما خلفته من خراب ودمار من وجهة إنسانية وصولاً لصدمة الفكر العربي مع واقعة غزو الكويت، التي عبّر عنها في فيلمه «الصدمة»،، فضلاً عن تقديمه لـ 35 فيلماً.

وبرزت أخيراً المخرجة السينمائية السعودية هيفاء المنصور من خلال فيلم «وجدة»، حيث فازت بجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مسابقة «المهر العربي» ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي لعام 2012م، وكان أول فيلم سعودي يعرض في مهرجان الأوسكار السينمائي، كما عرض في دور السينما في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، دون ان يعرض للجمهور السعودي.

مشاركة

وقال فنانون ومثقفون وكتاب سعوديون لـ(البيان) إن الحل هو المشاركة في صناعة السينما والتصدي لهذه السلبيات بتقديم أفلام ثقافية وتعليمية ووثائقية تظهر للجميع جماليات الدين الإسلامي الحنيف، مؤكدين ان عدد الأفلام السعودية التي أُنتجت منذ عام 1975 حتى عام 2012 بلغ أكثر من 255 فيلماً سعودياً.

ويؤكد الممثل السعودي فايز المالكي صاحب الفيلم السينمائي الشهير (مناحي) أن الإشكالية الحقيقية هي أن التيار المحافظ كان ضحية ترسبات سينما الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي حيث كانت دور السينما في السعودية مسموحاً بها في تلك الحقبة ولكنها كانت تعرض الغث والسمين .

ويقول المخرج عبد الله المحيسن إنه منذ أن أنشأ أول استوديو تصوير سينمائي في السعودية بمدينة الرياض عام 1975 وحتى اليوم يحلم ويعمل على إيجاد صناعة سينمائية راقية تلائم البيئة الدينية والثقافية في السعودية،ويرى الفنان عبد الله السدحان أن وجود دور سينمائية في السعودية سيصبح أمرا واقعا في وقت قريب، ولا يرى مبررا لمنعها كون بيوت السعوديين أصبحت مليئة بالسينما المنزلية، رغم ان الرقابة فيها ذاتية .

خارطة انتشار

أول من أدخل دور العرض السينمائية إلى المملكة العربية السعودية هم موظفو شركة (أرامكو) في المجمعات السكنية الخاصة بهم في مدينتي الدمام والخبر خلال فترة الثلاثينيات، كما كانت دور عرض الأفلام السينمائية في جدة موجودة في السبعينيات، والتي كانت شهيرة في ذلك الوقت هي سينما «باب شريف» الواقعة في إحدى أقدم مناطق جدة، وسينما «أبو صفية» في حي الهنداوية.

وفي مدينة الطائف كان يوجد العديد من دور السينما التي لم تختلف عن مثيلاتها في جدة بكونها عبارة عن فناء واسع لأحد المنازل أو أرض فضاء يتم وضع بعض الكراسي وشاشة للعرض السينمائي فيها.

Email