الرئيسان الأميركيان السابقان يتبادلان المجاملات في برنامج تعليمي

بوش وكلينتون.. صداقة مسرحية مفتعلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قلما تشارك الرئيسان الأميركيان الأسبقان بيل كلينتون وجورج بوش في وجهات نظرهما السياسية المعلنة، وحزباهما في حالة حرب على الدوام، لكن هذين الخصمين السياسيين اللدودين بدا أنهما قد تحولا صديقين أخيرا على مسرح المتحف التفاعلي للأنباء «نيوزيم» بواشنطن، بمناسبة إطلاق برنامجهما الجديد لتعليم المهارات القيادية للشباب.

حيث كانا يغدقان المجاملات والمديح على بعضهما بعضاً، وهو ما رأت فيه صحيفة «ديل ميل البريطانية» فصلاً من مسرحية كوميدية مبتذلة.

والرئيسان الأميركيان السابقان، أحدهما ديمقراطي والآخر جمهوري، بديا مرتاحين تماماً برفقة بعضهما بعضا، حيث تصافحا وضحكا وتبادلا المزاح الودي وأمسكا بذراعي بعضهما كالأصدقاء، فيما كانا يتحدثان عن برنامجهما الجديد، ويتبادلان قصص عائلاتهما وطريقة حياتهما بعد الخروج من البيت الأبيض.

وقد وصف جورج بوش الرئيس بيل كلينتون بـ«المحاور الرائع»، فيما تحدث كلينتون مطولا عن «إعجابه الكبير» بوضوح الرئيس الـ43 للولايات المتحدة وحزمه، حتى عندما لا يتفق معه في قراراته.

وقال كلينتون انه «تعلم كثيرا» من خلفه. وعلى سبيل رد الجميل، قال بوش: «أنت أيضا لديك إحساس رائع بمشاعر الآخرين، وأنت أيضا اتخذت قرارات صعبة» مضيفا وهو يلتفت إلى كلينتون: «أتعتقد أن ما قلته كاف؟»

تغير في المواقف

ورأت صحيفة «إندبندنت» البريطانية في مشهد الرئيسين الأميركيين السابقين مظهرا مناقضا تماما لحالة التناوش التي طبعت ماضيهما، حيث خاض بوش حملته الرئاسية عام 2000 متعهدا باستعادة «الشرف والكرامة للبيت الأبيض» بعد ولاية كلينتون، التي لطختها فضيحة لوينسكي، فيما صب كلينتون انتقاداته على سياسات إدارة بوش تجاه البيئة وغزو العراق.

وفي الجلسة العتيدة كشف كلينتون عن بدء علاقة وثيقة ربطته ببوش خلال ولاية هذا الأخير الثانية، حيث كانا يتحدثان مرتين في السنة. يذكر كلينتون: «اتصل بي مرتين في السنة في ولايته الثانية، فقط في سبيل التحدث».

ومحادثاتهما المنتظمة كانت تدوم ما بين 30 إلى 45 دقيقة، حسب الوقت الذي يتسنى لبوش، وعلى الرغم من انهما لم يتفقا دوما، فقد قال كلينتون: «كنا نتحدث عن كل شيء في العالم، وكان يسألني عن وجهة نظري»، وكلينتون الذي لم يتحدث مطلقا عن نقاشاتهما لأحد، أكد أن تلك المحادثات «عنت له الكثير».

وهو وصف بوش في إحدى المرات بـ«الأخ الشقيق» له و«الابن المنبوذ» لعائلة بوش.

في الجلسة التي جمعتهما تحدث الرئيسان السابقان أيضا عن البرنامج الجديد الذي يمثل شراكة بين أربع مكتبات رئاسية تعود لكل من كلينتون وبوش وبوش الأب وليندون جونسون. فوعد كلينتون أن تكون إحدى المهارات القيادية التي سيعلمها البرنامج «الاستماع إلى الأشخاص الذين يختلفون عنا».

نصيحة أبوية

وفجأة في سياق الجلسة رن هاتف كلينتون، فقام بإغلاقه، وقال إنه يأمل أن لا يكون عضو من عائلته يتصل ليقول له إنه «على وشك أن يصبح جدا قبل الأوان». فابنته الوحيدة تشيلسي تتوقع مولودها الأول هذا الخريف.

وهنا تدخل بوش مقدما له بعض النصائح حول ما سيتوقعه كجد لأول مرة، فقال ممازحاً: «استعد لكي تكون الشخص الموجود في أسفل نظام الهيمنة في عائلتك».

وعلى الرغم من تطرق بوش وكلينتون في الجلسة إلى موضوعات خفيفة إجمالا باستبعاد الموضوعات السياسية، إلا أن ذلك لم يخف نبرة التنافس بينهما.

والخصومة بين العائلتين بدأت في عام 1992، عندما حرم كلينتون بوش الأب من ولاية ثانية. ويتوقع البعض أن تعود هذه الخصومة إذا ما ترشح جب بوش ضد زوجة كلينتون للرئاسة عام 2016. ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون كانت بين الحضور.

وعندما سئل بوش حول آفاق منافسة ثانية بين كلينتون وبوش، قال متحفظاً: «السباق الأول لم ينته بشكل جيد».

تنافس العائلتين

منذ أن غادر منصب الرئاسة، حافظ الرئيس الـ42 للولايات المتحدة بيل كلينتون، على منصب رفيع بصفة الرئيس الشرفي لمنظمة إنسانية دولية، هو «صندوق كلينتون»، أما الرئيس الـ43 للولايات المتحدة جورج بوش الإبن، فقد تراجع إلى مزرعته في تكساس، ليرسم ويكتب سيرة حياة والده التي من المنتظر أن تصدر في نوفمبر المقبل بعنوان «41».

وكان كلينتون قد حرم بوش الأب من ولاية ثانية في البيت الأبيض عام 1992، مما أشعل تنافسا بين العائلتين، لكن كلينتون وبوش الابن عملا معا بعد ذلك في جهود إغاثة.

Email