مبدعة وراقية وصاحبها مظلوم ويفتقر إلى الدعم

فنانون: الأغنية المحلية تُعاني التهميش

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في ملعب الفن، الذي تحول إلى ساحة حربٍ تنتصر للأقوى، ورغم المنافسة الحامية التي يشهدها سوق الأغنيات، حافظت الأغنية الإماراتية على بريقها، وتميزت بأصالتها ورقيها، ولم تخضع - كغيرها- لأذواق قد تودي بها إلى الحضيض، إلا أنها رغم ذلك، تعاني بصمت، فصاحبها مظلوم يفتقر إلى الدعم، وصراع اللهجات يحاصرها من كل جانب، والمحسوبيات تقلل من شأنها لتحقيق أهداف تجارية لا ترتقي بمستوى الفن والفنان.

«البيان» تواصلت مع عدد من الفنانين الإماراتيين، الذين تحدثوا عن حال الأغنية الإماراتية اليوم، ومدى انتشارها وسط تعدد اللهجات، وسلطة القائمين على المهرجانات والحفلات المحلية، والذين يُهمشون الفنان الإماراتي وينتصرون لغيره في التحقيق التالي.

لهجات

«الفنان الإماراتي ليس مضطراً للغناء بلهجات أخرى، إلا أن التنويع أمر جيد يزيد من جماهيريته»، هذا ما أكدته الفنانة أريام، مشيرة إلى أن مبدعين كثيرين لم يلجأوا للغناء بلهجات أخرى بهدف تحقيق الانتشار، كأحلام ومحمد عبده وراشد الماجد، إلا أنهم وصلوا رغم ذلك إلى كل مستمع عربي.

وقالت: الغناء بلهجة أخرى يزيد الألفة بين الفنان والجمهور على اختلافه، ولكن الأغنية الإماراتية باللهجة البيضاء وإيقاعها المتميز ولحنها الجميل قادرة على الوصول لكل المستمعين. ولفتت أريام إلى أن اللهجة الإماراتية الشعبية البحتة تعد أصعب من غيرها بما فيها من مفردات غير مفهومة تحتاج إلى التوضيح ما يجعل انتشارها خليجياً أكثر منه عربياً.

ظلم إعلامي

وأشارت إلى عدم رضاها عن حال الفنان الإماراتي اليوم، وقالت: الفنان الإماراتي مظلوم إعلامياً في بلده وفي الخارج، وانتشار الأغنية الإماراتية لا يرضي طموحي رغم تميزها، ولا أدري ما السبب، فهناك حلقة مفقودة. وطالبت أريام بإيجاد جهة رسمية داعمة للفنان الإماراتي.

تصدر وتميز

«الأغنية الإماراتية متصدرة في ظل تراجع نظيرتها العربية» هكذا بدأ الفنان حبيب الياسي حديثه، مؤكداً أن الأغنية الإماراتية برزت ونافست غيرها بكل قوة لتميزها، وقال: الأغنية الإماراتية وصلت لكل شبر في الوطن العربي، وليس هناك فنان عربي لم يغنّ باللون أو اللهجة الإماراتية، حتى من لم يُجِد الغناء بها.

وأشار إلى أن الأغنية الإماراتية كانت الأبرز في السنوات السابقة، وأن الألوان الخليجية الأخرى بدأت تطفو على السطح منذ عام تقريباً، وقال: «تراجعت الأغنية الإماراتية بعض الشيء، وهذا بسبب الفنانين الذين اتجهوا للألوان الأخرى».

أهداف تجارية

وعن عدم تواجد الفنانين كنجوم في الحفلات والمهرجانات العربية، قال: السبب في ذلك تجاري بحت، وخصوصاً من من طرف متعهدي الحفلات والمهرجانات الكبيرة والشركات الساعية للربح، والتــــي تقدم فنانيها للمشاركة فيها بدلاً مــــن الفنانين الإماراتيين، وهذا أمر يتعـــلق بالمحسوبيات.

وذكر الياسي أن الدعم الإعلامي مهم جداً، ولكن مشكلة الإعلام المحلي تكمن في تركيزه على الفنانين القادمين من الخارج، وقال: ليس هناك نسبة وتناسب بين جماهيرية الفنان الإماراتي والعربي، فلكل فنان في دولته قاعدة جــــماهيرية لا ينافسه فيها أحد.

أذواق

بأسف وحسرة، عبَّر الفنان حمد العامري عن ضيقه من الحال الذي وصلت له الأغنية الإماراتية اليوم، وقال: حالها لا يسر، فالوضع تغير وتغيرت معه الأذواق، والجيل الحالي أصبح يبحث عن الإيقاعات المفرحة أكثر من الشعبية الراقية الهادئة.

وأشار العامري إلى أنه ليس شرطاً على الفنان الإماراتي أن يغني بلهجات أخرى ليحقق الانتشار، فكثيرون غنوا ولم يحققوا أي جماهيرية تُذكر، وبالنسبة لي، فلا أستطيع المُجازفة بشيء غير مضمون، لأن لي جوي الخاص وإحساسي الذي يتمثل في نوعية ما أقدمه لجمهوري.

ولفت العامري إلى أن الفنان مطلوب جماهيرياً ولكنــه مظلوم، وقال: تكمن المشكلة في أن القائمين على الحفلات يقللون من شأنه، ولكنه على المسرح يأخذ حقه كاملاً، ودليل ذلـك تفـــاعل الجمهور معه.

ذكاء الجسمي

أشاد الفنانون بذكاء الفنان حسين الجسمي وتميزه، مشيرين إلى أنه نجح في الوصول لأكبر شريحة جماهيرية بأغنيته الإماراتية قبل الغناء باللهجات الأخرى، وذكر بعضهم أن هذا الفنان يعد خلطة سحرية، فهو يجمع بين جمال الصوت وروعة الأداء، ويمتلك ذكاءً فنياً عرف كيف يستثمره لصالحه، كما أنه مرغوب بأي لون ولهجة، ومحظوظ بمحبة الجماهير له.

Email