قصائد الرومي وإقبال وفايز طريقها إلى قلب الجمهور

المغنية الباكستانية تينا ساني: لا أعتبر نفسي صوفية

تينا ساني تشدو بالقصيدة الصوفية البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

لا يمكن للملل أن يصيبك وأنت تستمع إلى حديث المغنية الصوفية الباكستانية تينا ساني، الذي تكتشف من خلاله مدى تأثرها بالصوفيه، وهي التي أكدت في حوارها مع «البيان» أنها لا تعتبر نفسها صوفية، وبرغم ذلك تشعر بمدى تعمقها في الفلسفة الصوفية التي اختارت من قصائدها طريقاً للوصول إلى قلب جمهورها الذي يتعدى حدود بلدها باكستان، ليغطى محبي اللحن الصوفي أينما حلوا.

ورغم غنائها لشعراء آمنوا بالسلام ودعوا في قصائدهم إلى الحب والتسامح، الا أنها تؤكد بأن جلال الدين الرومي أكثر من لمس قلبها، وتشير إلى أنها تحاول في كل مرة تقف فيها على المسرح أن تأخذ جمهورها في رحلة عميقة بعالم الصوفية، تدعوهم فيها إلى التعمق بخلجات النفس.

عوالم الشعراء

في أغنياتها الصوفية تنساب الجمل اللحنية بحميمية وحنان ورحابة عالية، فيها تتعمق تينا ساني بعوالم الشعراء محمد إقبال وفايز محمد ممن تغنوا في الصوفية، لترتقي تينا بجمهورها بلحظات صوفية جميلة. وبرغم حبها لقصائد إقبال ومحمد، إلا أنه لا يمكن للفنانة الأشهر في باكستان وبين محبي اللون الصوفي، أن تمضي أي من لياليها دون الغناء لشاعر الصوفية الأكبر جلال الدين الرومي، الذي اعترفت أنها متأثرة جداً به.

وقالت إنه: «من أكثر شعراء الصوفية الذين لمسوا قلبي وأثروا في»، وعنه تقول: «كثيرون هم الذين اعتادوا سؤالي حول كيفية فهمي لجلال الدين الرومي وقصائدة، وتعودت أن أجيب أنه يجب على من يريد فهم الرومي أن يخلق علاقة صداقه معه حتى يتمكن من فهمه والولوج إلى عالمه، فالرومي لم يقتصر في قصائدة على نطاقه الضيق، إنما خرج إلى العالمية، ودعانا للنظر إلى الصورة كاملة، حتى نفهم ما يرمي إليه».

وأشارت تينا إلى أنها قامت بترجمة قصائد الرومي من الفارسية إلى الاوردية، حتى تتمكن من نقل رسالته إلى جمهورها، بالإضافة إلى رغبتها الخاصة في التعمق بروح الرومي وبما كتبه من قصائد.

رحلة متكاملة

في كل مرة تتربع فيها تينا على المسرح، تحاول أن تأخذ جمهورها معها في رحلة صوفية متكاملة، وهنا تقول: «أحب دائماً أن يعيش معي الناس رحلة متكاملة مع مجموعة الشعراء الذين أغني لهم، فالشاعر فايز محمد اعتاد أن ينظم قصائدة حول الناس في بلدي، كما اعتاد أن يمنحنا في قصائده نصائح حول الكيفية التي تمكننا من عيش حياة جميلة، وكيف يجب أن تكون الحياة عموماً، أما الشاعر محمد إقبال، فهو يذهب إلى أبعد من ذلك بقليل، ويخرج من حدود بلادنا إلى منطقة أوسع كونه عاش متنقلاً بين بلدان كثيرة، في حين يبهرني الرومي بحديثه عن العالمية».

وأضافت: «أعتقد أن الشعراء الثلاثة تمكنوا من تقديم خليط رائع، يشكل في مجمله رحلة متكاملة، فيها دعوة للناس لأن يفتحوا عقولهم ويفكروا جيداً في كل شيء».

فكرة وفلسفة

تينا القادمة من بلد يكاد يعج بشعراء الصوفية،تؤكد أنها ليست صوفيه، وتقول : «رغم انغماسي بهذا العالم وبكل تفاصيله، إلا أنني لست صوفية، ولا يمكن لي أن أحدد إلى أي جزء من الصوفية أميل، لا سيما وأن الصوفية ممتدة في بلدان كثيرة في المنطقة ، رغم تأثري الكبير بجلال الدين الرومي».

الأداء الفاخر

تينا التي حلت على دبي مرتين الأولى في 2011 والثانية بعدها بعامين، نالت خلال مسيرتها مجموعة كبيرة من الجوائز المحلية والدولية، وأبرزها جائزة «الأداء الفاخر» ، التي تعد أعلى جائزة مدنية في باكستان، فضلاً عن أنها شاركت خلال مسيرتها في عديد مهرجانات العالم، ومن بينها ايرلندا التي غنت فيها قصيدة «الشكوى، جواب الشكوى» التي هي من أشهر قصائد محمد إقبال وقدمتها حينها مع مجموعة من الموسيقيين الايرلنديين.

Email