قفزت وصرخت احتفاء بفوز منتخب ألمانيا وتشددت مع واشنطن

موجة من الشعبية الجارفة لأنجيلا ميركل

ميركل اعتبرت تعويذة حظ الفريق الألماني الفائز بالبطولة أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

جوانب مخفية من شخصية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المتحفظة تصدرت أسباب إعطاء شعبيتها زخما إضافيا في ألمانيا، أخيرا، حيث رأت بعض وسائل الإعلام أن المستشارة بحماسها العاطفي لأداء فريق بلادها في مباريات كأس العالم لكرة القدم، الذي اعتبرها تعويذة الحظ لفوزه بالبطولة، إضافة إلى عدم سكوتها عن قضايا التجسس الأميركي على الشعب الألماني، ضمنت لنفسها مكانة أكبر في قلوب الألمان، ورفعت شعبيتها إلى الذروة.

والمستشارة الألمانية الملقبة تحببا بـ «موتي»، أي «الأم»، قفزت من مقعدها ولكمت بقبضتيها في الهواء، عندما هزم فريقها البرتغال 4 مقابل صفر في افتتاح مباراة كـأس العالم لكرة القدم في بداية الشهر الماضي، وتوجهت إلى غرفة ملابس فريقها المنتصر لتحتفل بفوز ألمانيا في المباراة النهائية لكأس العالم، كما أنها وقفت إلى جانب الرئيس الألماني يواكيم غويك، وصرخا معاً، بعد أن سجلت ألمانيا هدف الفوز، وبدت سعيدة بالوقوف إلى جانب اللاعبين فيما كانوا يحتفلون مع مدربهم يواكيم يوي، وعانقت رئيس هيئة كرة القدم الألمانية وولفغانغ نيرباخ ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية ثوماس باخ، في أعقاب فوز فريق بلادها في نهائي كرة القدم ضد الأرجنتين.

موضع تشكيك

ورأت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشرته أخيرا، أن ميركل التي ساندت فريقها بقوة طوال مباريات كأس العالم كانت تسجل صعودا حاداً في شعبيتها مع كل تقدم للفريق الألماني في البطولة، وقد تعززت هذه الشعبية أكثر من أي وقت مضى في أعقاب ردها على قضية التجسس الأميركي على ألمانيا، هذا الرد الذي، في حدوده، كان موضع تشكيك لدى الشعب الألماني.

وميركل التي ترعرعت في ألمانيا الشرقية، حيث مراقبة الدولة كانت واقعاً حياتياً، تعرضت هي نفسها لعمليات تجسس وتطفل متكررة من المخابرات الأميركية على هاتفها الشخصي النقال. واكتشاف جاسوسين أميركيين في ألمانيا، أخيرا، دفع بها للمطالبة بمغادرة رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية الأميركية في برلين.

لكنها أوضحت في مؤتمر صحافي أخيرا، أن برلين لا تزال تسعى إلى اتفاق رسمي مع واشنطن، في ظل رفض هذه الأخيرة فكرة اتفاق «حظر تجسس»، وإن إدارتي البلدين ليست لديهما «مواقف مختلفة حول ما هو مطلوب لضمان الأمن وفي الوقت نفسه حماية البيانات الشخصية»، وتبقيان شريكتين مقربتين، ولا شيء في هذا سيتغير. وقد رفضت فكرة أن تسمح حكومتها لإدوارد سنودن الذي أثارت تسريباته ردود فعل في العالم حول نشاطات التجسس الأميركية باللجوء إلى ألمانيا.

كما نفت الشائعات التي نقلتها مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن مسؤولين في الحكومة بأنها قد تتنحى عن منصبها قبل الانتخابات المقبلة المقرر عقدها في 2017، وقالت إنها ترشحت للانتخابات العامة السنة الماضية لتخدم ولايتها كاملة بشكل منتظم، مضيفة: «الناس في ألمانيا يمكنهم افتراض انني سأفعل ما قلته لهم».

تعليقات ساخرة

وكان الاحتفال بعيد ميلادها الستين في بروكسل، أخيرا، قد أثار موجة من التعليقات الصحافية الساخرة. وأشارت صحيفة «تايمز» البريطانية إلى أن غناء الصحافي من شبكة «زد دي إف» أغنية «عيد ميلاد سعيد» للمستشارة أثناء مؤتمر صحافي في بروكسل، لم يكن شبيها بغناء مارلين مونرو للرئيس الأميركي جون كيندي، بل المحرج في الأمر كان عدم مشاركة هذا في الغناء إلا زميل واحد على نحو فاتر، وميركل التي كانت تبتسم بلطافة وتنتظره لينهي غناءه بعد طول انتظار، قالت له: «كان يجب أن أغني معك، حينئذ لكان الوضع أفضل. ومع ذلك شكرا لك».

ورد فعل المستشارة كان محط تعليقات أخرى، فوصف أحد المعلقين في مجلة «دير شبيغل» هذه الحادثة بأنها «برهان إضافي على نظرية غروتشو ماركس بأن الكتاب الأنحف في العالم هو ألف سنة من الفكاهة الألمانية». وميركل التي تسلمت هدايا عبارة عن قميص كرة قدم ألماني موقع من قادة أوروبا الـ 27 إلى جانب ورود وشمبانيا، اختارت هدية عيد ميلادها محاضرة حول تاريخ القرن التاسع عشر للمؤرخ البارز جورغن اوسترهامل أثناء احتفالها به مع ألف ضيف في مبنى الحزب في برلين.

شخصية نافذة

تتولى أنجيلا ميركل، المولودة في هامبورغ بألمانيا عام 1954، منصب المستشارة الألمانية منذ عام 2005.

حازت على دكتوراه في الفيزياء عام 1978، ثم عملت عالمة كيمياء في الأكاديمية العلمية في برلين الشرقية. انضمت إلى الحركة الديمقراطية الناشئة هناك في عام 1989، وتولت لفترة قصيرة منصب المتحدث الرسمي باسم حكومة ألمانيا الشرقية المنتخبة ديمقراطيا عام 1990، ثم انضمت إلى صفوف الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني في العام نفسه، وبعد سقوط جدار برلين جعلها المستشار الألماني كول وزيرة للمرأة والشباب عام 1991، ووزيرة للبيئة عام 1994، قبل أن تصعد سريعا لتصبح رئيسة الحزب في عام 2000. في عام 2005، كانت ميركل المرأة الأولى التي تتولى منصب المستشارة الألمانية، وقد أعيد انتخابها عام 2009، وعام 2013.

Email