«أنا مع العروسة» صرخة في وجه قوانين الهجرة الأوروبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل السينما واحدة من أهم وسائل التعبير ضد الظلم وضياع الحقوق، فضلاً عن أنها تمثل طريقاً يعتمده بعض المخرجين للصراخ في وجه القوانين المجحفة بحقوق الإنسان، كما في فيلم «أنا مع العروسة» لآنتونيو آوغوليارو وخالد سليمان الناصري وغابريلّه ديل غراندِه، الذي تمكن من إثارة الجدل في الإعلام الأوروبي والإيطالي، لما تمتع به من جرأة عالية في طرح قضية المهاجرين إلى أوروبا، ليبدو الفيلم عصياناً مدنياً ضد القوانين وطريقة تعاملها مع المهاجرين.

رمز للحرية

«كاتبان، أحدهما إيطالي والآخر فلسطيني سوري، يعيشان في مدينة ميلانو، ينظمان عملية تهريب لـ 5 لاجئين فلسطينيين وسوريين، ويتعاونان مع مخرج تلفزيوني صديق لهما لتصوير فيلم يرصد عملية التهريب هذه، التي تبدأ من مدينة ميلانو، وتهدف لإيصال المهاجرين إلى السويد»، وليتمكن صناع الفيلم من تهريب المهاجرين، يختلقون موكب زفاف يجول أوروبا، وفي الموكب عروس هي «تسنيم» فتاة فلسطينية سورية تحمل الجنسية الألمانية، حيث ترتدي ثياب العروس البيضاء لتكون بالفيلم رمزاً للحرية، وحق الإنسان في اختيار المكان الذي يريده، أما عبد الله المتنكر بدور العريس، فهو مهاجر ناج من الموت، بعد أن غرق مركبه وشهد موت أكثر من 225 مهاجراً كانوا معه على ظهر المركب. المهاجرون الأربعة الآخرون تنكروا بملابس أهل العروسين، ملابس جميلة وراقية، تنجح فقط في إخفاء أنهم مهاجرون غير شرعيين، ولكنها لا تخفي مآسيهم وما تعرضوا له أثناء طريقهم للوصول إلى أوروبا.

تبرعات

ورغم عدم عرضه، إلا أن الفيلم إثار ضجة وسائل الإعلام الإيطالية والأوروبية، وهي الحملة التي بدأت بعد إطلاق منتجي الفيلم موقعاً إلكترونياً يعرض قصة الفيلم وكليبه الدعائي الرسمي، وحملة جمع تبرعات تهدف لإنهاء عمليات الإنتاج الأخيرة والتقدم بالفيلم للمشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2014. حالة الجدل هذه لم تقتصر على الإعلام فقط، وإنما طالت الجمهور أيضاً، والذي ساعد الفيلم عبر المشاركة في التمويل الجماعي.

موكب الزفاف

 

تطوع في الفيلم العديد من الشباب والشابات الأوروبيين الذين تنكروا بثياب المدعوين إلى موكب الزفاف، وذلك من أجل إضفاء مصداقية أكبر على خدعة الفيلم، التي هدفت للاستهزاء بقلعة أوروبا الحصينة وبقوانينها المجحفة بحق المهاجرين.

Email