«الروبوت النحلة» يلقح نباتات المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعكف باحثون من جامعة هارفرد على تطوير نموذج روبوت حشري على شكل نحلة العسل لاستخدامه مستقبلاً في تلقيح النباتات. و تقول صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية إن مشروع بناء الروبوت النحلة، الذي تصل تكلفته إلى مليون جنيه استرليني، يستهدف تعويض النقص في أعداد مستعمرات النحل التي تتناقص سنوياً على امتداد العالم. و تراجعت أعداد مستعمرات النحل في بريطانيا بنسبة 16.2٪ خلال العام الماضي، وفقا لبيانات جمعية النحالين البريطانيين، حيث أصاب نقص وجود التلقيح محاصيل الفاكهة بأضرار فادحة و يمكن أن يصل النقص في ثمار التفاح إلى 50%.

وأوضحت «صنداي تايمز»، في تقريرها، أن فريق الباحثين القائمين على تطوير النموذج تعاون مع مشروع منفصل للنحل يضم باحثين من جامعتي شيفلد و ساسكس يقوم بإعادة استنساخ دماغ نحلة بشكل مصطنع وذلك قبل إعادة زرعه في نحلة روبوتية. وتقوم فكرة هذا المشروع على إنشاء نماذج من أجزاء دماغ نحلة، وهي الاجزاء المسؤولة عن الرؤية حاسة الشمّ، حيث سيتم دمج هذه الأجزاء ضمن برمجيات أخرى لتكوين دماغ يمكنه أن يتفاعل مع المواقف المختلفة ويستجيب سريعاً، تماماً مثل استجابة النحلة الطبيعية.

يقول جيمس مارشال، وهو باحث في بيولوجيا الأنظمة الحاسوبية في جامعة شيفلد: «التركيز في هذا المشروع يقوم على بناء روبوت تكون له الأنواع نفسها من الحواس الموجودة لدى النحلة الطبيعية». و يضيف: «فما لا يستسيغه الناس هو مقدار التعقيد لدى الحشرات و النحل. دماغ نحلة ليس أقل تعقيداً من الناحية الإدراكية من الثدييات أو الفقاريات».

وأشارت «صنداي تايمز» إلى أن النحلة الروبوت سوف تكون لها قدرة على استشعار رائحة الزهور وغيرها من الروائح الأخرى بالطريقة نفسها التي لدى النحلة الطبيعية، فضلاً عن قدرتها على الاستجابة للمؤثر البصري. من جانبه، يقول توماس توتني، وهو أحد أعضاء الباحثين من مركز ساسكس و الاختصاصي في علوم الأعصاب الحاسوبية و الروبوتات: «إننا نتوقع أنه في العديد من مجالات العلوم سوف تمهّد هذه التكنولوجيا الطريق لتحقيق العديد من أشكال التقدم في المستقبل في مجال بناء روبوتات حشرية ذاتية الحركة».

Email