مسافات

أدوات «الوعوب» سواعد الأجداد في مواسم الحصاد

من أدوات «الوعوب » تلك المخصصة للسنابل والأخرى لطحن الحبوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

 

ابتكر أهل البيئة الجبلية، وسائل مختلفة، للتأقلم مع الحياة رغم وعورة الأرض، حيث استطاعوا تمهيد الأرض في باطن الجبل أو في السهل كأرض زراعية، فيما يعرف بـ«الوعوب»، التي شكلت نمطاً اقتصادياً واجتماعياً وتراثياً، في المظاهر الفلكلورية، التي يضفيها الفرح في موسم الحصاد، وما يرافق ذلك من أهازيج تراثية.

وكان «الوعب» يبنى من الحصى ويقع بالقرب من مجرى مياه الأمطار، لزراعة «البر» القمح أو الشعير، وكان يستخدم أصحاب هذه «الوعوب» مجموعة من الأدوات في موسم الزراعة، وكذا موسم الحصاد، كسواعد معينة، ومن هذه الأدوات «الهيس»، وهي أداة من خشب، بمثابة محراث لحرث «الوعب»، قبل بذره بالحب، ويستخدم «الهيس» رجلان يمسكان بطرفيه ويسحبانه، وقد يستعينان بدابة في ذلك.

ومن أدوات «الوعوب» أيضاً «اليزيز» لزج السنابل، و«الداس ليز البر»، وهي أدوات للقطع في موسم الحصاد، وكذلك أدوات أخرى يطلق عليها «المنقلة»، وتستخدم لقلع الأشجار التي تنبت بين حشائش «البر»، وهي نباتات غير مرغوب فيها، فيما يحمل الرجال بعض العصي، ويصطفون في حلقة، تدل على التآلف والتكاتف، لضرب السنابل، ويقال لهم «الحشد»، ويتعاقبون على ضربه حتى يتساقط في «الينور»، وهي مساحة مخصصة لقطع ودق الحب، وينعشون لحظات هذا العمل الزراعي الشاق، بأغان وأهازيج فلكلورية يرددونها، من أشهر مقاطعها قولهم «واهب هب شل التبن وخلي الحب»، كنوع من الفرح والاستبشار بنعمة المطر والحصاد والخير الوفير، وقد رسخ الأجداد هذا التراث الزراعي العريق كموروث اقتصادي وثقافي وشعبي في مظاهره المتعددة.

Email