رياض كيشي ومعالم الإمارات.. حكاية عشق معمارية

السوق الإسلامي في الشارقة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تمر الأماكن بين عينيه مرور الكرام، حيث تعوّد أن يدقق في تفاصيلها الصغيرة، ليخرج منها بحكاية متكاملة يخط سطورها عبر مجموعة صوره التي يعكس من خلالها، عشقه وشغفه بالإمارات، وما تتضمنه من معالم سياحية تعكس الطابع المعماري الأصيل، إنه السوري رياض كيشي، الذي حط رحاله في الإمارات قبل 5 سنوات، بعد أن اضطر لترك بلاده التي تنهش الحرب شوارعها، وما إن تطالع صوره حتى تدرك عمق عشقه لبلاد زايد، التي استطاع أن يستكمل فيها دراسته في تخصص الهندسة المعمارية، تلك التي لم يتركها جانباً وإنما استطاع أن يطوعها لخدمة مواهبه الأخرى في التصوير والرسم.

لدى رياض، أرشيف متكامل، لمعالم تزخر بها الشارقة، وبتمعن النظر فيها، تلمس مدى شغفه بالتفاصيل المعمارية والزوايا الخاصة، والتي قال لـ«البيان» إنه يركز كثيراً خلال التقاطه صوراً لهذه المعالم، على زوايا الظل، والعناصر المعمارية التي يمتلكها، إلى جانب تكرار الإيقاع فيها، والتي، حسب ما يقول، تشبه في تناغمها الجملة الموسيقية، لشدة تناسقها مع بعضها البعض.

ويوضح كيشي أنه عشق الرسم منذ نعومة أظفاره، إلا أن مرحلة النضج لديه بدأت منذ قدومه إلى الإمارات في 2012. وقال: «امتلاك الإمارات لمبان ذات صبغة معمارية فريدة، استطاع أن يلفت نظري، ومع استكمالي لدراسة الهندسة المعمارية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، تفتحت موهبتي في الرسم والتصوير، وأصبحت أكثر نضجاً».

صفحة رياض في «انستغرام»، لا تكاد تكون قاصرة على ما تلتقطه عدسته من صور تبرز جماليات العمارة في الشارقة والإمارات، وإنما تفيض بلوحات أخرى، تبين عمق موهبته في الرسم، حيث يعتمد في لوحاته على ما يجود به مداد الحبر والرصاص، وكذلك الفحم والألوان الداكنة، لتبدو لوحاته خريطة متشابكة من الخطوط السوداء، التي بتشابكها تنتج في النهاية رسماً لبورتريهات إنسانية، ووجوه تحمل بين ثناياها تعبيرات صادقة.

رياض، الذي يعمل في إحدى المكاتب الهندسية، لا يكاد يكتفي بما يعرضه من صور على «انستغرام»، وإنما يسعى إلى اغتنام أي فرصة تمكنه من المشاركة في معارض فنية، تقام في الدولة، ورغم ذلك لا يزال يطمح بأن يتمكن يوماً من إقامة معرضه الخاص، الذي يبين فيه جماليات معالم الإمارات.

Email