حكايات متوارثة عن أقدم شجرة في أبوظبي زرعت في 1882

ت + ت - الحجم الطبيعي

القليل من الناس يعرفون أن واحدة من الأشجار المتجاورة على إحدى الشوارع الرئيسة في منطقة البطين في أبوظبي، قد زرعت في العام 1882 وهي بهذا تعد أقدم شجرة معمرة في أبوظبي «بحسب البلدية» ويمكن للطلاب الذين يخرجون من مدرسة مجاورة الانتباه إلى تلك اللافتة التي كتب عليها تاريخ زراعة الشجرة، أما سكان منطقة البطين فيتوارثون الحكايات التي تناقلت عن هذه الشجرة المعمرة.

تاريخ على لافتة

شجرة السدر المعمرة التي تتوسط عدداً كبيراً من الأشجار، تقف بمنظرها المهيب وأغصانها الشامخة، وثبات جذورها الضاربة في عمق الأرض، وهو ما يمكِّن الناس من تمييز اختلافها عمّا يجاورها من أشجار، من قبل الوصول إليها وقراءة العبارة المكتوبة على لافتة صغيرة بخط أسود كبير زرعت عام 1882، فالزمن لم يغيرها بل يزيدها نضارة خاصة وأنها تلقى العناية التي تتناسب مع عمرها من قبل بلدية أبوظبي، حيث شيدت البلدية في العام 2002 حوضاً حول الشجرة بهدف حمايتها، كما تعمل بشكل دوري على تقليم أفرع أغصانها، بما من يحميها من التكسر، وكل هذا يحافظ عليها لتستمر في الزمن بينما تتعاقب الأجيال وتختلف نمطية الحياة.

الشجرة «الجذة»

يمكن جمع التفاصيل المتناثرة من سكان الحي العابرين لتكوين قصة عن تلك الشجرة الشامخة، إذ سموها قديماً بـ «الجذة» وهو مصطلح محلي يرمز للدار والأهل والزوجة، ولكن لا غرابة من إطلاق هذا المصطلح عليها عند معرفة أن الشجرة كانت بمثابة المنارة التي تدل العائدين باللؤلؤ من رحلات الغوص التي كانت تستمر لأشهر إلى أبوظبي دراهم، وهو ما جعلها الشاهدة الصامتة على الفرح والأهازيج التي تطلق احتفالاً بعودة الغائبين.

إن السدرة في أبوظبي، شجرة بمقام كل الشجر المعمر، في الإمارات والعالم، يمكن لظلالها أن تمتد لتظلل أزمنة جديدة، ويمكن لجذورها أن تعلم الأجيال معنى التشبث بالوطن.

Email