تصاميم مرتبطة بالحياة اليومية تتفوق على «البراندات»

■ حقيبة استلهمت الأختان راغيني وروهيني ناغو تصميم تطريزها العصري من التراث الاماراتي | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتجلى التحول النوعي في الارتقاء بالمفهوم الثقافي للفن وارتباطه بتفاصيل الحياة اليومية في المجتمع الإماراتي، عبر عزوف شريحة واسعة، خاصة من الشباب، عن المفهوم الاستهلاكي المرتبط بالبراند أي (العلامة الشهيرة)، والبحث عن معان وخصوصية لما يرغبون في اقتنائه أو إهدائه سواء في عالم الأزياء أو التحف أو المجوهرات وغيرها.

وبدأ في السنوات الأخيرة رواج المفهوم الجديد المرتبط بالفن والاقتصاد الإبداعي، حيث يتوجه الكثير من الشباب وغيرهم إلى الفنانين من أصحاب الحرف والمشغولات اليدوية، ليحكوا لهم عن تصورهم ونوعية التصميم أو القطعة التي يرغبون بها وما ترمز إليه، ومن ثم الانتظار بصبر حتى يحصلوا عليها، لتكون لها قيمة معنوية كبيرة لديهم أو لدى من يتلقاها، ولتحمل تلك القطعة حكاية إنسانية ما.

ومثال على هؤلاء المصممين المبدعين الذين يتم اللقاء بهم في أسواق الأكشاك المتنقلة والفعاليات التي تقام في العديد من أرجاء المدينة، عائلة ناغو الفنية، المقيمة في دبي، التي ورثت فيها الشقيقتان راغيني وروهيني حب وفن التطريز من والدتهما. وتقول راغيني: كانت والدتي تحرص على زيارة القرى في أي بلد تسافر إليه، لتكتشف خصوصية وهوية فن التطريز فيها، لتقتبس منها وتجدد في أخرى وهكذا. وعشقنا أنا وأختي بدورنا هذا الفن وانتقلنا من قطع قديمة مطرزة كنا نجمعها ونركبها على حقائب، إلى القيام برسم التصاميم وتطريزها، لنقوم بتسويقها من خلال تلك الأكشاك. وسرعان ما بات يقصدنا بعض الأشخاص الذين يطلبون مواصفات معينة لمطرزاتهم ونوعية القماش والألوان وغيرها.

وتحكي الفنانة ومصممة المجوهرات مها السباعي عن تجارب مشابهة، وتقول: أفرح كثيراً حينما يقصدني أحدهم طالباً مني تصميم هدية لخطيبته من وحي شخصيتها. ومثال على هذا الجانب قطعة مجوهرات كان الهدف تقديمها لمزاد خاص بالأطفال المرضى بالسرطان. واستلهمت تصميمها من النباتات التي ترمز للحياة وخصوبتها، أما صياغتها فاستوحيتها من صناع مجوهرات الإمبراطورية الروسية في القرن السابع عشر. لذا تحمل مثل هذه القطعة وغيرها الكثير من المعاني الخاصة التي يرتبط بها الإنسان.

Email