«بوطير».. حكاية وفاء تفوح مودة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

مظاهر جمالية كثيرة، تتسم بالبساطة والعفوية، لوّنت حياة الناس وعاداتهم خلال عقد الستينيات من القرن الماضي في مجتمع الإمارات، كانت نتاجاً لبدء احتكاكهم واستخدامهم لشتى أشكال المنتجات الأجنبية، والتي سرعان ما طفقت تفِد إلى مجتمعهم مع بوادر الانتعاش الاقتصادي.. إذ اصطبغت ملامحها وتنويعات استخداماتها بطبيعة وأسلوب عيشهم، فتشكلت بهذا لوحة تناغم بهية.

ومن بين تلك المفردات حكاية عطر «بوطير»، الأجنبي الأقدم انتشاراً في الإمارات، والذي يحمل أصلاً اسم ماركة فرنسية شهيرة، ولكن الناس لم يستسيغوا إلا التعارف عليه كما يحبذون فدعوه «بوطير» كون العلبة الرئيسية التي تحتضن زجاجة هذا العطر، مزينة بصورة تضم طيرين اثنين.

وكانت تستخدمه النساء والرجال، إما برشه من القنينة الخاصة به مباشرة، أو عبر سكب كمية منه في المرش، وهو وعاء مصنوع من النحاس أو الفضة.

وطالما مثّل «بوطير»، ومع حالات وأشكال استعماله، عنواناً للبهجة والزينة الراقية. وكان وجوده عنصراً متمماً في المناسبات العامة، وكثيراً ما كان يستخدم المرش من عطر «بوطير»، في المناسبات العامة السعيدة وفي الأفراح، في الترحيب بالضيوف.

وبطبيعة الحال، كان طبع الوفاء لدى الناس في الإمارات كفيلاً بألا يغيب هذا العطر عن ذاكرتنا الجمعية ويومياتنا حالياً، انطلاقاً من كونه طقساً تقليدياً فريداً ومظهر زينة ومودة اجتماعية وتواصل من الماضي الجميل.. وأيضاً، نجد أنه لا يزال حاضراً في بعض المناسبات، حيث يستخدمه كبار السن.

 

Email