سينما الدورادو في أبوظبي تودّع جمهورها

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مرور نحو 47 عاماً على افتتاح أبوابها، ودعت سينما الدورادو في أبوظبي جمهورها، بعد أن أطفأت أضواء النيون الوردية والزرقاء التي طالما ميزتها لعقود وأضاءت بها شارع الكترا وسط مدينة أبوظبي، طوال هذه السنوات ظلت سينما الدورادو، وفية لجمهورها في كل ما تقدمه من عروض لأفلام هندية وأخرى ناطقة بلغات أجنبية، لتعيد كل من يدخل المبنى إلى الوراء سنوات كثيرة، خاصة وأنها كانت أول دار سينما داخلية في العاصمة أبو ظبي التي كانت مطلع السبعينيات تشاهد الأفلام في الهواء الطلق، أو ما يعرف بسينما المارية التي كانت تعرض أفلامها على جدار أبيض وسط الظلام، فيما يفترش الجمهور الأرض، ويتلحف السماء.

ضجة

قرار إنشاء دار للسينما آنذاك لم يكن هيناً بالنسبة لعاطف كرم وشريكه فيرديناند لاما، حيث كان الأول قد وصل إلى أبو ظبي في 1968، فيما الثاني وصلها بعده بعام واحد، آنذاك كانت أبو ظبي قد فتحت أبوابها أمام العالم، واستطاعت أن تستقطب انتباه المستثمرين.

اللقاء الأول الذي جمع بين عاطف ولاما كان مشروعاً لدراسة مخططات هندسية، وبعد انتهاء اللقاء، جذبت ضجة الحشود التي كانت تقف لمتابعة أحد الأفلام التي تعرضها سينما المارية المفتوحة، انظار كرم، ليقرر على إثر ذلك افتتاح أول صالة سينما داخلية في العاصمة.

عهد جديد

كرم القادم من بيروت، حيث كانت السينما تعيش عصرها الذهبي هناك، حيث شارع الحمراء الذي طالما كان شاهداً على المنافسة بين سينمات بيكاديللي، وفرساي وسارولا، ليعود كرم إلى أبو ظبي حاملاً اسم «الدورادو» ليطلقه على دار العرض، التي شهدت خلال عقودها الماضية عمليات تجديد مختلفة، ففي 1985 اضطر كرم وشريكه إلى هدم المبنى وإعادة بنائه في ذات المكان، لتبدأ الدار عهداً جديداً مع عرض أفلام تنطق بلغات أهل الهند.

ورغم إعادة البناء ظلت الدار محافظة على تصاميمها الداخلية، وألوانها الوردية والزرقاء، لتبني علاقة حميمة مع عشاق السينما الذين تابعوا على شاشاتها أفلاماً كثيرة بعضها رسمت الابتسامة على وجوههم، وأخرى أبكتهم كما في «تيتانيك» (1997) الذي استمر عرضه فيها لأكثر من 75 يوماً.

تحول

بعد عام 2000 حيث شهدت دور السينما في العالم تحولاً، نحو تقنيات جديدة، آثرت «الدورادو» أن تتحول إلى عرض أفلام التاميلية والملالايالامية، ليكون فيلين (Villain) هو آخر فيلم تعرضه «الدرادو» وكان ذلك مطلع نوفمبر الجاري، لتودع السينما من بعده كل عشاقها.

Email