رائحة الزمن العتيق في مليون صورة جمعها علي شريف

■علي شريف أثناء تنظيفه وتجميعه الصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة | تصوير: يونس يونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعود قصة المصور الإماراتي علي عبد الله شريف إلى بداية التسعينيات، عندما بدأ يهتم بالتراث وزيارة الأماكن الأثرية القديمة ومجالسة كبار السن، وعندما مرضت والدته بجلطة في المخ قرر شريف التبرع بمقتنياتها الخاصة لصالح الأعمال الخيرية، فقد كان يحاول بقدر ما يستطيع أن يساعدها لتتغلب على مرضها وإنهاء معاناتها الطويلة وأثناء ذلك وجد حقيبة مليئة بالنيغاتيفات والصور القديمة لعائلته كانت والدته تحتفظ بها فتبرع بها إلى أحدى الجمعيات الخيرية، وبعد فترة طويلة علم شريف أن خاله كان يمتلك أيضاً عدداً كبيراً من الصور القديمة للعائلة ترجع إلى فترة الخمسينيات وحتى بداية عام 2000 ولكن معظم الصور فقدت وتم التخلص منها إلا صور قليلة.

قصة مكان

ويقول: بعد وفاة والدتي وخالي في نفس الشهر تقريباً، شعرت أن جميع أهلي من كبار السن ذهبوا، ولكنهم تركوا صوراً فوتوغرافية ذات أهمية وثائقية، ومن هنا بدأت علاقتي بجمع الصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة، حيث كانت الكاميرا فيها شاهدة في كل لحظة وحاضرة تحكي تاريخ وجه وقصة مكان، ورحت أجمع عدداً هائلاً من الصور التي التقطها مصورون لعدد من البلدان. ومنها: الإمارات والسعودية والكويت ومصر ولبنان وسوريا والأردن وغيرها من البلاد العربية حتى وصل عددها إلى مليون صورة من جميع أنحاء الوطن العربي.

حكايات تاريخية

يرى شريف أن الصور القديمة بالأبيض والأسود تحمسنا لمعرفة المزيد من الحكايات التاريخية، فهي بداية فن الفوتوغرافيا وتعتبر أرشيفاً معلوماتياً يختصر الكثير من التفاصيل وينقلها إلى آخرين، كما أنها تؤرخ حقباً مهمة من تاريخ الإنسانية. ويقول: ضمن مجموعتي الخاصة لدي صور من الإمارات من فترة الخمسينيات وحتى عام 2000 ولدي عدد كبير من الصور النادرة من مصر منذ عام 1890 وحتى أوائل الثمانينيات، وصور من فلسطين منذ عام 1890 وحتى 1930 لافتاً إلى أنه أصبح لديه شغف كبير بتجميع وتوثيق الذاكرة الإنسانية للإمارات والوطن العربي، وسيطلق شريف كتابه الجديد مطلع العام المقبل 2018 ويتضمن مجموعة صور نادرة من الإمارات التقطها المصور الإماراتي سالمين السويدي بداية الستينيات.

Email