مسافات

«الكعد»..دلو ماء أزاح «الجربة» وأزاحته المضخة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

في ماضي الإمارات كان الناس يستخدمون «الجربة» وهي القربة المصنوعة من جلد الحيوانات كالماعز والجمل، لجلب الماء من "الطوي" البئر وعيون الماء الحلوة، وكان الدلو الكبير يطلق عليه اسم «القرب» أما الصغير فهو الدلو.

ولكن خلال نهاية الستينيات وبداية سبعينيات القرن المنصرم ومع صعود تأثير النفط في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية، والأهم من ذلك، تحقق اتحاد إمارات الدولة، تغيرت أساليب الحياة ووسائل العيش من جميع الوجوه، فحدثت نقلة نوعية بخصوص الدلو.

حيث انتقلنا إلى استخدام السطل المصنوع من الخارصين أو الصفيح ويسمى عندنا «الكعد أو اللخوة»، إذ بات هذا الوعاء هو الأكثر استخداماً لجلب الماء واستخدامه في البيوت وفي عملية ري الأشجار والأزهار المنزلية، وهكذا لعب الكعد دوراً أساسياً في مرحلة من مراحل تحولنا المدني ودخول مجتمعنا إلى المعاصرة وتوظيف الأدوات الأكثر فعالية كمضخات المياه ونقلها عبر الأنابيب إلى الحنفية.

وإذا كان السطل المعدني/‏ الكعد يأخذ مكانه اليوم في المعارض بين الأدوات التراثية التي تلقى الاحتفاء وسط مجتمعنا المحلي فذلك لما كان له من وظائف حيوية يسرت كثيراً من واجبات ربات البيوت وأصحاب النخيل والحدائق المنزلية وكل ما ارتبط بذلك من ذكريات لا تمحى.

 

Email