«الزرنيخ» يلوث مياه باكستان الجوفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتعرض نحو ربع سكان باكستان لخطر تلوث المياه الجوفية بالزرنيخ، حيث رجح فريق دولي من الباحثين أن نحو 50 إلى 60 مليون نسمة في باكستان يستخدمون مياه جوفية ذات تركيز مرتفع من الزرنيخ، حسبما ذكر الباحثون في مجلة «ساينس أدفانسيس» أمس. وتوصل الباحثون عبر نموذج حاسوبي إلى احتمال تلوث المياه بشكل كبير في جميع أرجاء البلاد.

وأظهرت عمليات القياس أن تركيز الزرنيخ يفوق أحياناً معدل 10 ميكروغرام لكل لتر الذي توصي به منظمة الصحة العالمية.

ويوجد الزرنيخ بشكل طبيعي في القشرة الأرضية ويصل من خلال عمليات التجوية إلى المياه الجوفية أيضاً.

وإذا شرب الماء الملوث بالزرنيخ بشكل منتظم واستخدم في إعداد الطعام أو في ري الحقول فإنه من الممكن أن يتسبب في مشاكل صحية مثل الإصابة بأمراض جلدية، وسرطان الرئة أو أمراض القلب والدورة الدموية.

وتعرف مشكلة تلوث المياه الجوفية بالزرنيخ بنسبة مرتفعة في بلاد مثل دول جنوب آسيا وشرقها كالهند وبنغلاديش وكمبوديا وفيتنام.

وبالنسبة لباكستان فقد أظهرت بعض الدراسات المحدودة بالفعل أن المياه الجوفية هناك ملوثة بالزرنيخ، حسبما كتب معدو هذه الدراسة تحت إشراف جول بودغورسكي من معهد سويس فيدرال لعلوم المياه في مدينة دوبندورف السويسرية.

غير أن الباحثين أكدوا عدم وجود مسح لهذه المشكلة يشمل جميع أرجاء باكستان.

قاس الباحثون نسبة الزرنيخ في نحو 1200 عينة ماء من جميع باكستان ثم ربطوا نسبة التلوث بالزرنيخ في منطقة ما بمتغيرات جيولوجية أو مائية مثل الأمطار ودرجة الحرارة وطبيعة التربة ودرجة حموضة التربة مستخدمين في ذلك نموذج حاسوبي خاص.

وأظهر التحليل أن المناطق المأهولة بالسكان فيما يعرف بمنطقة وادي السند التي تشمل باكستان وشمال الهند والأنهار الثانوية في باكستان توجد بها معدلات تلوث بالزرنيخ مرتفعة.

ورصد الباحثون نسبة تلوث زادت عن 200 ميكروغرام زرنيخ في كل لتر مياه في جنوب ما يعرف بسهل الجانج الهندي المأهول بالسكان في حين أن معدل تلوث المياه الجوفية في باكستان عموما يبلغ 50 ميكروغرام لكل لتر.

Email