حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا

والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا

وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ

كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا

والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ

كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا



يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ

بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا

نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ

جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا

كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى

بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا



وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ

فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَا

كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا

إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا

لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ

فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا

ابن زيدون

شاعر أندلسي (394 - 463 هـ)

Email