«الهمبة» ثمرة صيفية تنثر عبقها في أجواء الإمارات

يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

ثمرة المانجو أو المنجة تسمى محلياً في الإمارات «الهمبة»، الهند موطنها الأصلي، ولكنها تنمو في كل دول الإقليم المداري، ولها أنواع تتجاوز الثلاثين صنفاً، تختلف في شكل الثمرة وحجمها وكمية لحمها وعظمها ولونها ونكهتها، ولكن التي استجلبت وتكيفت مع جو الإمارات منذ النصف الأول من القرن الماضي تتميز بالرائحة الزكية ويصطبغ جلدها باللونين الأصفر والأحمر.

وهي ثمرة محببة بالنسبة للإماراتيين صغاراً وكباراً، وموسمها في الصيف / القيظ، وهي تسبق النخل في إنضاج حصادها، وتمتاز على الجميع بما لها من نكهة مميزة تثير السعادة في النفوس.

وتكون النواة إما ليفية أو مشعرة السطح، ولا يمكن فصلها بسهولة عن اللب. ويكون سمك النواة 1-2 مليمتر.

يبلغ طول شجرة الهمبة أو المانجو ما بين 35 ـ 40 م، ويمتد الجذر الرئيسي لها حتى عمق 6 م مع عدد كثير من الجذور المغذية الواسعة الانتشار، وكانت تعرف عند العرب بـ(الأنبَج) بسكون النون وهذا الاسم هو أشهر الأسماء وهو فارسي معرب.

ويلاحظ أن أوراق هذه الشجرة دائمة الخضرة يبلغ طولها 15 ـ 35 سـم وعرضها 6 ـ 16 سـم، عندما تكون ورقة هذه الشجرة غير ناضجة، يكون لونها برتقالياً مائلاً إلى الوردي، وتتغير الورقة بسرعة إلى الأحمر الغامق، ثم إلى الأخضر الغامق حينما تصبح ناضجة.

وتنمو الزهور في شكل عناقيد طرفية، يتراوح طولها بين 10 ـ 40 سنتيمتر، وتتكون كل زهرة صغيرة ولونها أبيض بخمس بتلات بطول 5 ـ 10 مليمتر، برائحة حلوة تشبه رائحة زنبق الوادي. وتستغرق ثمرة المانجو ثلاثة أشهر لتنضج وتمنحنا هذه البهجة والنكهة الممتعة.

 

تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز