سوالف اللؤلؤ.. قصص البحر الأثيرة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.
«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

منذ زمان بعيد واللؤلؤ يعانق نحور الحسان وأصابع الأميرات، ولكن قلة من الناس يحلمون به، بسبب ندرته وغلاء ثمنه، أما من يتمتع بثقافة كافية عن هذا الحجر الكريم فأقل القليل، إلا أهل الخليج فهم أهله، وهو من تراثهم وممتلكاتهم الأثيرة عبر التاريخ، بل كان مصدراً رئيسياً لثروتهم وشهرتهم بين الأمم.

واللؤلؤ إفراز صلب كروي، يتشكل داخل صدفة بعض أنواع الرخويات والمحار في أعماق البحر، إذ تفرز تلك المادة في الجدار المبطن للمحارة. ويتبلور من كربونات الكالسيوم التي تفرزها تلك الرخويات.

واللؤلؤ حسب ثقافة البحر عندنا في الإمارات على أنواع: منها الدانة راس، وهي أكبر حجم في اللؤلؤ وتزن ما بين 10-15 غراما. وتجيء بعدها اليكة سلم، والسينج باسي، ثم الجيون التي هي من أجمل اللآلئ وأعلاها ثمناً نظراً لنقائها واستدارتها، كما أنها ذات لون أبيض مشرب بحمرة خفيفة، والشرين أبيض اللون، وقد علمت من الغواص علي سالم البلي من مواطني دبا الحصن أن من أنواع اللؤلؤ أيضاً المِريّة «التي هي 4 أو 5 حبات لؤلؤ» تكون مكنونة معاً. يقول شاعرنا راشد الخضر: سينغ باسي ناشل الراسي والشعر يلويه على متونه. خرو له ثوب مدراسي، واستحى الخوار من يوفه.

الغوص كان مغامرة كبرى وبأبسط أدوات السلامة، مثل الحصاة، وهي حجر يزن 4 أو 5 كيلو يستخدم كثقل يشد الغواص إلى الأعماق من خلال ربطه بحبل متدلٍ تحت القدم، ويتم ربط الحبل بين أصابع القدم للإمساك بالحبل الممتد من السفينة حتى مكان الأصداف حيث اللؤلؤ.

وخلال غوصنا، هناك من يرزق بدانة أو حصباء، فنقوم ببيعها للطواش الذي يقوم بعرض ما جمع منا لكبير التجار، مثل سلطان بن علي العويس، الذي اشتهر بتجارة لؤلؤ الخليج في الزمان السابق، يبيعه في الهند وباكستان وإيران.

 

Email