مسافات

«الصَفَد» يكنّ الغذاء واللؤلؤ

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.

«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

 

على ظهر »ماشوة« نذهب إلى الغوص، معنا ما يلزمنا من التمر والماء الزلال، كسب العيش ليس سهلاً في ذلك الزمان، لذلك فأجسادنا قد اعتادت أن تتقرح من الحر والماء المالح حين نتوغل في الأعماق. وما أن تمتلئ جعبتنا بصيد »الصفد« أو الصدف، الذي تعج به أغوار الخليج حتى نعود محفوفين بالشفق الأحمر.

الصفد أو الصدف في الأصل حيوان متحرك يختبئ بين الصخور والمرجان، وما لا يعلمه كثير من الناس، أنه وفوق كونه رحماً مكنون فيها اللؤلؤ، فالأصداف غذاء أيضاً، يستطيبه الغواصون الذين ألفوا حياة البحر قديماً، حيث يقتطفون اللب الداخلي من صدفة الصفد، ويستلذون بالتهامه طازجاً أو بعد تمليحه وتجفيفه تحت حرارة الشمس أو مطبوخاً، حاله حال أسماك الروبيان. لذلك تجدهم يغسلونه من الملح ثم يخلطونه مع الأرز أو الخضار

ولحم الصدف »الصفد« له خصائص غذائية مميزة، فهو مقوٍ كالروبيان، ويعرض حتى الآن في الأسواق ضمن المأكولات البحرية، فيباع الكيلو منه بأكثر من مئة درهم، ويفضله كثير من عشاقه وهو نادر.

بل الأصداف الصلبة نفسها تباع بالمن الذي يصل إلى 50 درهماً »المن يعادل 4 كيلو«. أما اللؤلؤ المستخرج منه فهو غالباً ما يكون أكبر حجماً من اللؤلؤ المستخرج من المحار، بحكم أن المحارة أصغر حجماً في العادة من الأصداف. والصفد على ثلاثة أنوع، تحددها البيئة المحيطة بنموه في قاع البحر، فإما أن يكون أسود أو أبيض أو أصفر، ولا فرق في مكنون أي من هذه الأنواع، وإنما تلك الألوان للاختباء في مفردات البيئة.

Email