حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

تَفُتُّ فُؤادَكَ الأَيّامُ فَتّا

وَتَنحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا

وَتَدعوكَ المَنونُ دُعاءَ صِدقٍ

أَلا يا صاحِ أَنتَ أُريدُ أَنتا

أَراكَ تُحِبُّ عِرساً ذاتَ غَدرٍ

أَبَتَّ طَلاقَها الأَكياسُ بَتّا

تَنامُ الدَهرَ وَيحَكَ في غَطيطٍ

بِها حَتّى إِذا مِتَّ اِنتَبَهنا

فَكَم ذا أَنتَ مَخدوعٌ وَحَتّى

مَتى لا تَرعَوي عَنها وَحَتّى

إِلى عِلمٍ تَكونُ بِهِ إِماماً

مُطاعاً إِن نَهَيتَ وَإِن أَمَرتا

وَتَجلو ما بِعَينِكَ مِن عَشاها

وَتَهديكَ السَبيلَ إِذا ضَلَلتا

وَتَحمِلُ مِنهُ في ناديكَ تاجاً

وَيَكسوكَ الجَمالَ إِذا اِغتَرَبتا

يَنالُكَ نَفعُهُ مادُمتَ حَيّاً

وَيَبقى ذُخرُهُ لَكَ إِن ذَهَبتا

هُوَ العَضبُ المُهَنَّدُ لَيسَ يَنبو

تُصيبُ بِهِ مَقاتِلَ ضَرَبتا

وَكَنزاً لا تَخافُ عَلَيهِ لِصّاً

خَفيفَ الحَملِ يوجَدُ حَيثُ كُنتا

من قصيدة (تَفُتُّ فُؤادَكَ )

أبو إسحاق الألبيري

شاعر أندلسي (985 - 1067 م)

Email