أريحا تحتضن كبرى لوحات الفسيفساء في العالم

■ اللوحة المكتشفة في مدينة أريحا الفلسطينية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمسات أخيرة توضع في قصر هشام التاريخي الذي يرجع تاريخه إلى القرن الثامن الميلادي قرب مدينة أريحا، قبيل كشف الستار عما يقول مسؤولون فلسطينيون إنها واحدة من كبرى لوحات الفسيفساء في العالم، واكتُشفت اللوحة في ثلاثينيات القرن العشرين، وكانت مغطاة تحت طبقات من التراب، وبدأت عمليات ترميمها قبل بضع سنوات، وستُكشف اللوحة الفسيفسائية الأرضية أمام الجمهور بعد غد الخميس.

ويقع قصر هشام على بعد كيلومترين إلى الشمال من مركز مدينة أريحا التي تُعرف أيضاً بمدينة القمر، ويشير كتيب عن الموقع إلى أن اسم القصر يعود إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، استناداً إلى بعض الدلائل الكتابية الموجودة في الموقع، وأوضح إياد حمدان، المدير العام لوزارة السياحة والآثار في محافظة أريحا، أن هذه اللوحة مستلهمة من الفن الفسيفسائي البيزنطي والإسلامي.

وقال حمدان: «تبلغ مساحة اللوحة 827 متراً مربعاً تقريباً، كلها من الفسيفساء، في غرفة الديوان التي كان فيها يقيم الخليفة»، وأضاف: «العمل استمر سنوات، واللوحة تحتوي على تأثيرات من الفن الفسيفسائي من الفترة البيزنطية، وأيضاً أُدخل عليها بعض الفنون التي تتعلق بالفترة الإسلامية، هذه اللوحة تعتبر من اللوحات الجميلة والكبيرة المحفوظة على مستوى العالم».

وتهدّم السقف الأصلي للقصر في زلزال أصيبت به فلسطين عام 749 ميلادية، وكانت أريحا مركزه، وتهدّم فيه الكثير من المباني التاريخية، من ضمنها قصر هشام، وبالتالي بقيت أرضية القصر مغطاة بالردم حتى ثلاثينيات القرن الماضي، وسيُبنى سقف جديد على الفور لحماية هذه اللوحة الفسيفسائية التاريخية، وحصلت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية على تمويل من مؤسسة جايكا اليابانية لإقامة سقف يحمي اللوحة من العوامل الجوية. وقال خبير الفسيفساء نضال الخطيب إن معظم الأرضية الفسيفسائية في حالة جيدة.

ولم يكن قصر هشام، الذي شُيِّد في الفترة بين عامي 743 -744 ميلادية، هو المقر الرسمي للخليفة الأموي، وإنما عبارة عن قصر شتوي للراحة والاستجمام، وكان الموقع يضم القصر وحماماً وضيعة زراعية.

Email