حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

عذلُ العواذلِ في هواكَ مضيعُ

هَبْ أنّهم عذَلوا، فمن ذا يَسمعُ

عذلوا، ولو عدلوا بأربابِ الهوى

ما حاوَلوا ما ليسَ فيهِ مَطمَعُ

علموا بأنكَ هاجري، فتوهموا

أني لذلكَ بالملامة أردعُ

■■■

عَدّوا صِفاتِكَ فانثَنَيتُ بلَومهم

واللّومُ فيهِ ما يضرّ ويَنفَعُ

عذبتَ بالهجرانِ صباً ما لهُ

حتى المماتِ إلى سواكَ تطلعُ

■■■

وجدٌ يُناديهِ الهوَى، فيُجيبُهُ

طَوعاً، ويَدعوهُ الغَرامُ فيَسمعُ

عينٌ تنامُ، إذا هجرتَ، لعلها

بخيالِ طيفكَ في المنامِ تمتعُ

عَطْفُ الخَيال بأن يُلِمّ، فإنّني

أرضى بإلمامِ الخيالِ، وأقنعُ

■■■

عد بالجميلِ، كما عهدتُ، فإنّه

لم يَبقَ في قوسِ التّصَبّرِ مَنزَعُ

عسفاً صبرتُ على هواكَ، لأنني

إن لم ألُذْ بالصّبرِ، ماذا أصنَعُ

عَلّ الزّمانَ يردّ أيّامَ الرّضَى

أو أنّ ساعاتِ التواصلِ ترجعُ

(675 - 750 هـ)

Email