حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

مَنِ الجآذِرُ في زِيّ الأعَارِيبِ

حُمْرَ الحِلَى وَالمَطَايَا وَالجَلابيبِ

إنْ كُنتَ تَسألُ شَكّاً في مَعارِفِها

فمَنْ بَلاكَ بتَسهيدٍ وَتَعذيبِ

سَوَائِرٌ رُبّمَا سارَتْ هَوَادِجُهَا

مَنيعَةً بَينَ مَطْعُونٍ وَمَضرُوبِ

وَرُبّمَا وَخَدَتْ أيْدي المَطيّ بهَا

على نَجيعٍ مِنَ الفُرْسانِ مَصْبوبِ

■■■

أزُورُهُمْ وَسَوَادُ اللّيْلِ يَشفَعُ لي

وَأنثَني وَبَيَاضُ الصّبحِ يُغري بي

قد وَافقوا الوَحشَ في سُكنى مَراتِعِها

وَخالَفُوها بتَقْوِيضٍ وَتَطنيبِ

فُؤادُ كُلّ مُحِبٍّ في بُيُوتِهِمِ

وَمَالُ كُلِّ أخيذِ المَالِ مَحرُوبِ

ما أوْجُهُ الحَضَرِ المُسْتَحسَناتُ بهِ

كأوْجُهِ البَدَوِيّاتِ الرّعَابيبِ

■■■

حُسْنُ الحضارَةِ مَجلُوبٌ بتَطْرِيَةٍ

وَفي البِداوَةِ حُسنٌ غيرُ مَجلوبِ

فَمَا الحَداثَةُ من حِلْمٍ بمَانِعَةٍ

قد يُوجَدُ الحِلمُ في الشبّانِ وَالشِّيبِ

تَرَعْرَعَ المَلِكُ الأستاذُ مُكْتَهِلاً

قَبلَ اكتِهالٍ أديباً قَبلَ تأديبِ

مُجَرَّباً فَهَماً من قَبْلِ تَجْرِبَةٍ

مُهَذَّباً كَرَماً مِنْ غيرِ تَهذيبِ

شاعر عباسي (303- 354 هـ)

Email