حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

نزلتُ شَطكِ، بعدَ البينِ ولهانا

فذقتُ فيكِ من التبريحِ‎ ‎ألوانا‎

وسِرتُ فيكِ، غريباً ضلَّ سامرُهُ‎

داراً وشوْقاً وأحباباً وإخوانا‎

فلا اللسانُ لسانُ العُرْب نَعْرِفُهُ‎

ولا الزمانُ كما كنّا وما كانا‎

ولا الخمائلُ تُشْجينا بلابِلُها‎

ولا النخيلُ، سقاهُ الطَّلُّ، يلقانا‎

ولا المساجدُ يسعى في مآذِنِها‎

مع العشيّاتِ صوتُ اللهِ رَيّانا‎

‎كم فارسٍ فيكِ أوْفى المجدَ شرعتَهُ‎

وأوردَ الخيلَ ودياناً‎ ‎وشطآنا‎

وشاد للعُرْبِ أمجاداً مؤثّلةً‎

دانتْ لسطوتِهِ الدنيا وما دَانا‎

وهَلْهلَ الشعرَ، زفزافاً مقَاطِعُهُ‎

وفجّرَ الروضَ: أطيافاً وألحانا‎

يسعى إلى اللهِ في محرابِهِ وَرِعاً‎

وللجمالِ يَمدُّ الروحَ قُربانا‎

لمَ يَبقَ منكِ: سوى ذكرى تُؤرّقُنا‎

وغيرُ دارِ هوىً أصْغتْ لنجوانا‎

‎أكادُ أسمعُ فيها همسَ واجفةٍ‎

من الرقيبِ، تَمنّى طيبَ‎ ‎لُقيانا‎

 

شاعر سوداني 1908 - 1976م

 

Email