حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحْيَا وَأيْسَرُ مَا قاسَيْتُ ما قَتَلا

وَالبَينُ جارَ على ضُعْفي وَمَا عَدَلا

وَالوَجدُ يَقوَى كما تَقوَى النّوَى أبداً

وَالصّبرُ يَنحلُ في جسمي كما نَحِلا

لَوْلا مُفارَقَةُ الأحبابِ ما وَجَدَتْ

لهَا المَنَايَا إلى أرْوَاحِنَا سُبُلا

***

بمَا بجفْنَيْكِ من سِحْرٍ صِلي دَنِفاً

يهوَى الحيَاةَ وَأمّا إنْ صَدَدتِ فَلا

إلاّ يَشِبْ فَلَقَدْ شابَتْ لَهُ كبدٌ

شَيْباً إذا خَضَبَتْهُ سَلْوَةٌ نَصَلا

يَحِنّ شَوْقاً فَلَوْلا أنّ رَائِحَةً

تَزورُهُ مِن رِياحِ الشّرْقِ مَا عَقَلا

***

هَا فانْظُري أوْ فَظُنّي بي تَريْ حُرَقاً

مَن لم يَذُقْ طَرَفاً منها فقدْ وَألا

لوْ كنتَ حشوَ قَميصي فوْقَ نُمرُقهَا

سَمِعْتَ للجنّ في غيطانهَا زَجَلا

أرْجو نَداكَ وَلا أخشَى المِطالَ بهِ

يا مَنْ إذا وَهَبَ الدّنْيا فقَد بخِلا

شاعر عباسي (303 - 354هـ)

Email