حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

جَلَّ واللهِ ما دهاك وَعَزَّا

فعزاءً إن الكريمَ مُعَزَّى

هي ما قد عَلِمتَ أحداثُ دَهرٍ

لم تدع عُدَّةً تُصانُ وكَنزا

وقديماً أَفنَت جَديساً وطَسماً

حفَّزَتهُم إلى المقابرِ حَفزا

ذهبَ الطِّرفُ فاحتسِب وتَصَبَّر

للرَّزايا فالحرُّ من يتعزَّى

فعلى مِثله استُطِير فؤادُ الحا

زمِ للنَّدبِ حسرةً واستُفزَّا

رُبَّ يومٍ رأيتُه بينَ جُردٍ

تتقفَّاه وَهوَ يجمِزُ جَمزا

وكأن الأبصارَ تعلق منه

بِحُسام يُهزُّ في الشَّمسِ هزَّا

وتراه يُلاعبُ العَينَ حَتَّى

تَحسَبَ العينُ أَنَّه يَتَهَزَّا

وسواءٌ عليه هجَّر أو أَس

رى أو انحَطَّ أو تَسنَّمَ نَشزَا

وكأن المِضمَارَ يبرُزُ منه

مَتنُ حِسي يَنِزُّ بالماءِ نزَّا

وصرُوفُ الزمانِ تَقصِدُ فيما

يستفيدُ الفتى الأعزُّ الأعزَّا

فإذا ما وَجَدتَ من جزعِ النَّك

بَة في القَلبِ والجوانح وَخزَا

فتَذَكَّر سَوَابقاً كان ذا الطَّر

ف إليهنَّ حين يُمدحُ يُعزَى

من قصيدة (جَلَّ واللهِ)

 

أبوالحسن الجرجاني

قاض وعالم (933 - 1001م)

Email