حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

سوايَ يهابُ الموتَ أو يرهب الرَّدى

وغيريَ يهوى أن يعيشَ مخلَدا

ولكنني لا أرهبُ الدّهر إن سطـــا

ولا أحذَرُ الموت الزُّؤامَ إذا عَدا

ولو مَدَّ نحوي حادثُ الدّهر كفــه

لحدّثتُ نفسي أن أمُدّ له يدا

توقدُ عزمي يترك الماء جمــــــرة

وحلية حلمي تتركُ السيف مبرَدا

وفرطُ احتقاري للأنام لأنـــني

أرى كلّ عار حُلى سؤدَدي سُدى

ويأبى إبائي أن يرانيَ قاعــداً

وإني أرى كلّ البرية مقعدا

وأظمأ إن أبدى لي الماء منـــة

ولو كان لي نهرُ المَجَرَّة موردا

ولو كان إدراك الهوى بتذلــلّ

رأيتُ الهدى ألا أميل إلى الهدى

وقدماً بغيري أصبحَ الدهرُ أشيباً

وبي وبفضلي أصبح الدّهر أمرَدا

وإنك عبدي يازمــانُ وإننـــي

على الرّغمِ مني أن أرى لك سيدا

وما أنا راضٍ أنني واطىءُ الثرى

ولي همةٌ لا ترتضي الأفقَ مقعدا

أرى الخلق دوني إذ أراني فوقهم

ذكاء وعلماً واعتلاء وسؤددا

وبذلُ نوالي زاد حتى لقد غدا

من الغيظ منهُ ساكنُ البحر مزبدا

ولي قلمٌ في أنملي إن هززتُه

فما ضَرّني ألا أهُزّ المهندا

إذا صال فوق الطرس وقع صريره

فإن صليل المشرَفي له صدى

 

من قصيدة (سوايَ يهابُ)

ابن سناء الملك

طبيب وعالم (980 - 1037 م)

Email