حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

سقتني حميَّا الحبِّ راحة مقلتي

وكأسي محيَّا منْ عنِ الحسن جلَّتِ

فأوهمْتُ صَحبي أنّ شُرْبَ شَرَابهِم

بهِ سرَّ سرِّي في انتشائي بنظرة ِ

وبالحدقِ استغنيتُ عنْ قدحي ومنْ

شمائلها لا منْ شموليَ نشوتي

ⅦⅦ

وقُلْتُ، وحالي بالصّبابَة ِ شاهدٌ

ووجدي بها ماحيَّ والفقدُ مثبتي

هَبي، قبلَ يُفني الحُبُّ مِنّي بقِيّة ً

أراكَ بها، لي نظرَة َ المتَلَفّتِ

فطوفانُ نوحٍ، عندَ نَوْحي، كأدْمَعي

وإيقادُ نيرانِ الخليلِ كلوعتي

ⅦⅦ

ولولا زفيري أغرقتني أدمعي

ولولا دموعي أحرقتني زفرتي

وحزني ما يعقوبُ بثَّ أقلَّهُ

وكُلُّ بِلى أيوبَ بعْضُ بَلِيّتي

كأنَّ الكرامَ الكاتبينَ تنزَّلوا

على قَلْبِهِ وحْياً، بِما في صحيفَتي

وما كانَ يدري ما أجنُّ وما الَّذي

حَشايَ منَ السِّرّ المَصونِ، أَكَنَّت

 

شاعر عباسي (576 - 632 هـ)

Email