حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أي حظٍ رزقْتِه في الكمالِ

واحتوى سرّه ضميرُ الرمالِ

فتناهى إليك كل جميلٍ

قد تناهى إليه كلُّ جمالِ

فكأنّ الحصباء فيك كراتٌ

قد طلاها بناصع اللون طالِ

وتعالت هضابك المشرئبات

إلى مورد السحاب الثقالِ

طالما فيأت حواشيك غابات

تذيق النهار بأس الليالي

بين أطرافها مخاوف أدناهن

بُعد الهدى وقرب الضلالِ

فإذا عادها الخريف وأفضى

في العشيات بالدموع التوالي

فهي حسناء تزدهيها المرايا

ذات صدر مفوف الوشي حالِ

كم لوادي (الوكيل) عندي ذكرى

زادها جدةً مرورُ الليالي

وفتاة لقيتها ثمَّ تجني

ثمر «السُنط» في انفراد الغزالِ

تمنح الغصن أسفليْ قدميها

ويداها في صدر آخر عالِ

فيظل النهدان في خفقان الموج

والكشح مفرطاً في الهزالِ

فتعلقتها وفيها ابتسام

يحمل الخمر في كؤوس لآلي

أي أنس أتاحه ذلك اليوم

وأي الجواء فيه صفا لي

فجزى الكاهليةَ الحب عني

ما جزتني عن جرأتي وانفعالي

 

من قصيدة «وادي الوكيل»

الناصر قريب الله

شاعر سوداني 1918م - 1953م

Email