محمد سبيل المطاف الأخير

من المثقف؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد مصطلح ( ثقافة) شداً وجذباً طويلين، في مسعى لضبط مفهومه، ورغم أنه قد رسا أخيراً على تخوم التوصيف الانثروبولوجي، حيث الثقافة هي طريقة الحياة بكل مكنوناتها من لغة واعتقادات وفنون وانساق حياة وتقاليد ومظاهر أنشطة اجتماعية، إلا أن ما ظل محل جدال إلى الآن فهو مصطلح ( مثقف) من هو؟.

وطبعاً من العسير القول إن المثقف هو من يملك كل ما اشترطناه آنفاً لمفهوم الثقافة، وإلا فسيصبح كل شخص مثقفاً، مادام يعيش في مجتمع ويتواضع معه على تلك العناصر المشكلة لهويته.

ولكن المثقف في الحقيقة هو (الواعي) بكل ما ذكرنا، القادر على تحليل الظواهر ونقدها.

إلا أن مذهب البعض يفضي إلى استصحاب ما سبق باتجاه (الموقف) الرسالي الذي يتخذه ذو الوعي، بعد إتمام عملية السبر والتحليل.

هذا سيعني فوراً أن المثقف هو المسؤول عن طرح الخيارات بمواجهة مشكلات المجتمع، تمهيداً للسيطرة عليها وتوجيهها، وذلك هو المثقف العضوي بحسب (غرامشي).

ولكن في ظل المتغيرات الماثلة، من ترى سيكون المثقف منذ بداية الألفية؟.

فاليوم المجتمع الافتراضي أشد التصاقاً بالفرد من مجتمعه المحيط، وباتت التقاليد والأمثال الشعبية معولمة، ولغة الحاسوب الرقمية أكثر هيمنة من (اللسان) الموروث.

والأهم ، بروز الذكاء الاصطناعي، الذي يجسده الهاتف المتطور، حيث حل محل موسوعية المثقفين، ومهاراتهم التبريرية.

الموبايل (الطليعي)، يوفر لنا التحليل المنهجي والنتائج الخالية من الأجندات. وإذا استبعدنا المواقف المبدئية المؤدلجة، فسنسأل بالذمة: غوغل أم أفلاطون؟.

Email