حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي

وحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ

لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي

لم أقضِ فيهِ أسىً، ومِثلي مَن يَفي

ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ

في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ

***

فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني؛

يا خيبة َ المسعى إذا لمْ تسعفِ

يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانحي

ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ

عَطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي

منْ جِسميَ المُضْنى، وقلبي المُدنَفِ

***

 

فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي

والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفي

لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ، فلاتُضعْ

سَهَري بتَشنيعِ الخَيالِ المُرْجِفِ

واسألْ نُجومَ اللّيلِ : هل زارَ الكَرَى

جَفني، وكيفَ يزورُ مَن لم يَعرِفِ؟

 

شاعر ومتصوف عربي (1181 - 1235م)

Email