تدهور« ثقافة الإهداء» أطاح بشعبية روائع الخزف الصيني ومزاداتها

تحف خزفية صينية عرضت في المزادات أخيرا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ولّى الزمن الذي كان فيه دلاّل المزاد يكسر مطرقته لهول قيمة المبلغ، وهو يرسي التنافس بشأن تحفة فنية نادرة، على أحد المزايدين. فالرهانات العملاقة التي كان العملاء الآسيويون يقومون بها خلال طفرة القطع الأثرية الصينية، قبل ثلاث أو أربع سنوات، أصبحت من الماضي. وهكذا تغيرت الأمور كثيراً عن ما كانت عليه، وفق تقرير نشرته، أخيراً، صحيفة «نيويورك تايمز». إذ ساهم تراجع الاقتصاد الصيني، وانتشار القطع المقلّدة، وقمع الحكومة الصينية لحركات الفساد، في تراجع ثقافة تقديم الهدايا الثمينة، الأمر الذي شجع هبوط الأسعار. وأشار تقرير مؤشر الاستثمارات الفاخرة لشركة «نايت فرانك»، إلى أن قيمة القطع الصينية من الخزف، تراجعت بنسبة اثنين في المئة على مدى أشهر السنة الماضية.

حال منقلبة

وفي واقع مؤسف للبائعين ولدار مزادات باينبريدج في لندن، لم يشتر رجل الأعمال الصيني وانغ ياوهوي، مزهرية مزخرفة فاخرة من البورسلين تعود إلى القرن الثامن عشر، كان قد زايد عليها لتحقق رقماً قياسياً، وصل إلى مبلغ 82 مليون دولار عام 2010. وقيل إن القطعة الأثرية بيعت ضمن صفقة سرية لجامع آثار آسيوي آخر مقابل مبلغ تراوح بين 20 و25 مليون جنيه استرليني، من خلال وساطة بونهامز عام 2013.

وقال جون بيروالد، التاجر في معرض «مايفير» : « لابد أن تكون إجراءات الصين الصارمة قد أحدثت الفرق. فمنذ بضع سنوات، كان الناس يشترون أي شيء، أما اليوم، فلدينا سوق متميزة وتحف في المزادات لا تباع ».

ويعتبر بيروالد، واحداً من 62 تاجراً ومزايداً شاركوا في المعرض السابع عشر للفن الآسيوي في لندن، أخيراً. ورغم تزامن المعرض مع معرض المتحف البريطاني المقام تحت عنوان «مينغ: 50 سنة غيرت وجه الصين»، لم يحضر المشترون الآسيويون كما في السنوات القليلة الماضية. وذكر المتابعون أن مبيعات شهر نوفمبر في كل من مزادات سوثبي وبونهامز، ودار كريستيز- على وجه التحديد، افتقرت إلى الصفقات الشرائية الكبرى، في خطوة تعكس تحول سوق المزادات إلى هونغ كونغ.

مزاد ليومين

وأقدمت دار كريستيز، أخيراً، على اختبار السوق في الصدد، من خلال إقامة مزاد ليومين فقط يعرض قطعاً صينية تصل قيمتها إلى ثلاثين ألف جنيه استرليني، وذلك في قاعة عرض «ساوث كينغستون»، وأغضب قرارها بعدم إقامة المزاد في المقر الرئيسي للدار في «سانت جيمس» أثناء إقامة معرض الفن الآسيوي في لندن، التجار المشاركين. وبعثت جمعية تجار الأثريات البريطانية رسالة احتجاج إلى إدارة كريستيز.

Email