حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمّا دعا داعي الهوى لبّيْتُهُ

وحثَثْتُ رحْلي مُسْرعا وأتيْتُهُ

من مُنْصِفي من جيرةٍ لم يَرْحمُوا

دمْعاً على عَرَصاتِهم أجْرَيْتُه

راعوا فُؤادي بالصُّدودِ وما رَعَوْا

عهْداً لهم حافَظْتُهُ ورَعَيْتُه

طاوَعْتُ قلبي حين لجّ لَجاجُهُ

في حُبّهم ولو انتهى لنهَيْته

من ذا يُواسي في أسى حالفْتُه

أم من يُعاني مِن جَوىً عانَيْتُه

مهما زَجَرْتُ صبابتي حرَّضْتُها

وإذا كفَفْتُ تشوُّقي أغْريْتُه

يا من سُكوتي في هواهُ تفكُّرٌ

في شأنِهِ وإذا نَطَقْتُ عَنَيْتُه

يا من أموّهُ بالصِّفاتِ وبالحُلى

من أجْلِهِ وأغارُ إن سَمّيْتُه

يا روضةً غرسَتْ لِحاظي وردَها

وسكبْتُ دمعي ديمةً وسقيْتُه

فإذا جنيتُ بناظري من زَهْرها

كتب الهوى ذنباً عليَّ جَنيتُه

أدَّى إلي الطَّيفُ عنك رسالةً

فقرأتُها ولو اسطتعتُ قريتهُ

ما كان ضرَّكَ لو أبحْتَ مقامَهُ

فبثثتُهُ شكواي أو ناجَيْتُه

قالت فِداكَ أبي فؤادُك في يدي

عانٍ ولو أنِّي أشاء فديتُه

 

لسان الدين الخطيب

شاعر أندلسي ( 1313 - 1374 م )

Email