حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ

ففؤادي بها معنَّى عميدُ

غادةٌ زانها من الغصن قدٌّ

ومن الظَّبي مُقلتان وجِيدُ

أوقد الحسْنُ نارَه من وحيدٍ

فوق خدٍّ ما شَانَهُ تخْدِيدُ

فَهْيَ برْدٌ بخدِّها وسلامٌ

وهي للعاشقين جُهْدٌ جهيدُ

لم تَضِرْ قَطُّ وجهها وهْو ماءٌ

وتُذيبُ القلوبَ وهْيَ حديدُ

ما لما تصطليه من وجنتَيْها

غير تَرْشافِ رِيقِها تَبْريدُ

وغَريرٍ بحسنها قال صِفْها

قلت أمْران هَيِّنٌ وشديدُ

تتغنّى، كأنها لا تغنّى

من سكونِ الأوصالِ وهي تُجيدِ

لا تَراها هناك تَجْحَظُ عينٌ

لك منها ولا يَدِرُّ وريدُ

من هُدُوٍّ وليس فيه انقطاع

وسجوٍّ وما به تبليد

طاب فُوها وما تُرَجِّعُ فيه

كلُّ شَيْءٍ لها بذاك شهيدُ

ثغبٌ ينقع الصدى وغناءٌ

عنده يوجد السرورُ الفقيد

 

ابن الرومي

شاعر من العصر العباسي

( 836م- 896م)

Email