حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبَى اللّيلُ، إلاّ أنْ يَعُودَ بِطُولِهِ

عَلى عَاشِقٍ نَزْرِ المَنَامِ قَليلِهِ

لَعَلّ اقترَابَ الدّارِ يَثني دُمُوعَهُ

فَيُقلِعَ، أو يُشفَى جَوًى من غَليلِهِ

وَما زَالَ تَوْحيدُ المَهَارِي، وَطَيُّهَا

بِنَا البُعْدَ من حَزْنِ الفَلاَ وَسُهُولِهِ

***

تَظَلُّ الحَمامُ الوُرْقُ، في جَنَبَاتِهِ

تُذَكّرُنَا أحْبَابَنَا بِهَدِيلِهِ

فأحْيَتْ مُحِبّاً رُؤيَةٌ مِنْ حَبِيبِهِ

وَسَرّتْ خَليلاً أوْبَةٌ مِنْ خَليلِهِ

فأسفَرَ وَجْهُ الشّرْقِ، حتى كأنّما

تَبَلَّجَ فيهِ البَدْرُ بَعدَ أُفُولِهِ

***

إلى مَنْزِلٍ، فيهِ أحِبّاؤهُ الأُولى

لِقَاؤهُمُ أقْصَى مُنَاهُ، وَسُولِهِ

مَحَلٌّ يُطِيبُ العيشَ رِقّةُ لَيْلِهِ

وَبَرْدُ ضُحَاهُ، وَاعتِدَالُ أصِيلِهِ

وَبَحْرٌ يَمُدُّ الرّاغِبُونَ عُيُونَهُم

إلَى ظَاهِرِ المَعْرُوفِ فيهِمْ، جَزِيلهِ

 

 

شاعر عباسي(820 - 897 م)

Email