حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أرى شجراً في السماء احتجبْ

وشقّ العَنانَ بمَرْأَى عَجبْ

مآذنُ قامت هنا أو هناكَ

ظواهرها درجٌ من شذب

وليس يؤذِّنُ فيها الرجالُ

ولكن تصبح عليها الغرب

وباسقةٍ من بناتِ الرمالِ

نَمتْ ورَبتْ في ظلالِ الكُثُب

كساريةِ الفُلْكِ، أَو كالمِسـ

ـلَّة ، أَو كالفَنارِ وراءَ العَبَب

تطولُ وتقصرُ خلفَ الكثيبِ

إذا الريحُ جاءَ به أَو ذهب

تُخالُ إذا اتَّقدَتْ في الضُّحَى

وجرَّ الأصيلُ عليها اللهب

وطافَ عليها شعاع النهارِ

من الصحوِ، أو منْ حواشي السحب

قد اعتصبتْ بفصوص العقيقِ

مُفصَّلةً بِشُذورِ الذهب

وناطتْ قلائدَ مَرْجانِها

على الصدر، واتَّشَحَتْ بالقَصَب

جناكنّ كالكرمِ شتى المذاقِ

وكالشَّهدِ في كل لون يُحَبّ

 

من قصيدة (أرى شجراً)

أحمد شوقي

شاعر مصري (1868- 1932م)

Email