حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أتنسى ليالينا بزحلة والولا

يقيّدنا فيها فؤاداً ومذهبا

أتنسى تمشينا على ضفة الصفا

نراقب في النهر اللجين المذوبا

تمر بنا الغادات شاردة الخطى

وقد سدلت في غيهب الليل غيهبا

ونقفو خطاها خافقين صبابةً

مجدين وجداً منشدين تشببا

وتلتحف الظلماء خشية أن ترى

تتبعنا تلك الظباء فتهربا

فيا لك بعداً صار يقظة حسرةٍ

ويا لك عهداً كان كالحلم طيبا

ⅦⅦⅦ

قبلةٌ من كوثر الأحلام ما

بينَ قلبٍ يستقيها منه قلبُ

نفحةٌ من أَثَر النفسِ على

طرَف المُبسم بالعطر تهبُّ

نهزةٌ يسمع منها نغَمٌ

كطنين النحلُ والفجرُ يدبُّ

هي سرٌّ فضَّلَ الثغرَ على

أذُلانِ غيرَ الحسِّ ليست تستحبُّ

هي عهدٌ ختمتهُ شفةٌ

حبذا ختمٌ بحبرِ الريقِ عذبُ

هذه القبلةٌ ما أَجملها

نقطةٌ تُسكَبُ في باءِ أُحبُّ

فوزي المعلوف

شاعر لبناني ( -1899 1930)

Email