حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

ميلوا إِلى الدارِ مِن لَيلى نُحَيِّيها

نَـعَـم وَنَـسـأَلُهـا عَـن بَـعـضِ أَهليها

يـادِمـنَـةً جـاذَبَـتـها الريحُ بَهجَتَها

تَـبـيـتُ تَـنـشُـرُهـا طَـوراً وَتَـطـويها

لازِلتِ فــي حُــلَلٍ لِلغَــيــثِ ضــافِـيَـةٍ

يُـنـيـرُهـا البَرقُ أَحياناً وَيُسديها

تَـروحُ بِـالوابِـلِ الدانـي رَوائِحُـهـا

عَـلى رُبـوعِـكِ أَو تَـغـدو غَـواديـهـا

إِنَّ البَـخـيـلَةَ لَم تُـنـعِـم لِسـائِلِهـا

يومَ الكَثـيـبِ وَلَم تَسمَع لِداعيها

مَرَّت تَــأَوَّدُ في قربٍ وَفي بُــعُدٍ

فَـالهَـجـرُ يُـبعِدُها وَالدارُ تُدنيها

لَولا سَــوادُ عِــذارٍ لَيــسَ يُـسـلِمُـني

إِلى النُـهـى لَعَـدَت نَـفسي عَواديها

قَـد أَطـرُقُ الغادَةَ الحَسناءَ مُقتَدِراً

عَـلى الشَـبـابِ فَـتُـصـبيني وَأُصبيها

فـي لَيـلَةٍ لا يَـنـالُ الصُـبـحُ آخِرَها

عَـلِقـتُ بِـالراحِ أُسـقـاهـا وَأَسقيها

عـاطَـيـتُـهـا غَـضَّةَ الأَطـرافِ مُـرهَفَةً

شَـرِبـتُ مِـن يدِهـا خَـمراً وَمِن فيها

يامَن رَأى البِركَةَ الحَسناءَ رُؤيَتَها

وَالآنِـسـاتِ إِذا لاحَـت مَـغـانـيـهـا

بِـحَـسـبِـهـا أَنَّهـا مِـن فَـضـلِ رُتـبَتِها

تُــعَــدُّ واحِــدَةً وَالبَـحـرُ ثـانـيـهـا

مـا بـالُ دِجـلَةَ كَـالغَـيـرى تُنافِسُها

في الحُسنِ طَوراً وَأَطواراً تُباهيها

أَمـا رَأَت كـالِئَ الإِسـلامِ يَـكـلَؤهـا

مِن أَن تُعابَ وَباني المَجدِ يَبنيها


شاعر من العصر العباسي

(821 ميلادي- 897 ميلادي)

Email