حديث الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أُنَاشِدُ الغَيْثَ كَيْ تَهْمي غَوَادِيهِ

عَلى العَقيقِ، وإنْ أقْوَتْ مَغَانِيهِ

على مَحَلٍ أرَى الأيّامَ تَضْحَكُ عَنْ

أيّامهِ، واللّيَالي عَنْ لَيَاليهِ

عَهْدٌ منَ اللّهوِ، لمْ تُذمَمْ عَوَائدُهُ

يَوْماً، فتُنسَى، وَلمْ تُفْقَدْ بَوَادِيهِ

وَفي الحُلُولِ عَليلُ الطّرْفِ فاترُهُ

لَدْنُ التّثَنّي، ضَعيفُ الخصْرِ واهيهِ

يُطيلُ تَسوِيفَ وَعْدي ثمّ يُخْلِفُهُ

عَمْداً، وَيَمْطُلُ دَيْنِي، ثمّ يَلوِيهِ

هلْ يُجْزَيَنّ ببَعْضِ الوَصْل باذِلُهُ

أوْ يُعْدِيَنَّ على الهِجْرَانِ جازِيهِ؟

وَهَلْ تَرُدّينَ حِلْماً قَدْ تَخَوّنَهُ

لَكِ التّصَابي، فَما يُرْجَى تَلافيهِ

لَوْلا التّعَلّقُ منْ قَلْبٍ يُبَرِّحُ بي

لَجَاجُهُ، ويُعَنّيني تَماَدِيهِ

ما كانَ هَجْرُكِ مَكرُوهاً أُحَاذِرُهُ

وَلاَ وِصَالُكِ مَعْرُوفاً أُرَجّيهِ

شاعر عباسي (821 - 897 م)

Email